يسرى أبوعنيز تكتب: قنينة زيت وزيتون
تجلت صور التلاحم،والتماسك،والتكافل الإجتماعي بين ابناء الأردن في أجمل،وأفضل صوره بإنطلاق أول مبادرة للتبرع بقنينة زيت زيتون،أو قنينة زيتون ،والتي بدأت من مدينة الرمثا الهاشمية يوم أمس الإثنين ،لتكون على مستوى المملكة ،حيث جاءت هذه المبادرة بجهد شخصي من مواطنين في هذه المدينة التي يتصف سكانها بالكرم،وطيب النفس كما هم ابناء الأردن.
وهذه المبادرة التي جاءت بالتزامن مع موسم قطف الزيتون في بعض مناطق المملكة،وبعد الإنتهاء من قطف وعصر الزيتون في الكثير من المناطق،وذلك ليتمكن أي شخص ممن يرغبون بالتبرع بمادتي الزيت ،والزيتون ممن يملكون أشجار الزيتون ،او مزارع لهذه الشجرة المباركة،والتي تشتهر بزراعتها مساحات شاسعة في المملكة ،ليتسنى للقائمين على هذه المبادرة بتوزيع هذا المنتج الضروري في مجتمعنا على المئات من الأسر التي لا تملك الزيت ،ولا الزيتون،كما لا تستطيع الشراء بسبب اوضاعها المادية الصعبة.
وهذه المبادرة تعتبر من المبادرات الجديدة في مجتمعنا الأردني ،وإن كانت عملية توزيع قنينة من زيت الزيتون، اوقنينة
من الزيتون هي نهج متبع في مناطق الشمال الأردني لمن لا يملكون أشجار الزيتون،أو للأسر التي لا يوجد لديها الإنتاج الكافي من هذه المادة،أو للأسر الفقيرة والمحتاجة،وحتى للأخوة العرب ممن يقيمون في تلك المناطق كنوع من الزكاة عن هذا الإنتاج.
كما أن هذه المبادرة التي تؤكد التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع الأردني في ابهى صورة،هي دليل واضح على تمسك أبناء الأردن بعاداتهم، وتقاليدهم ،وعدم التأثر بالظروف السيئة التي يمرون بها،والثبات على تقديم كل ما يستطيعون للمحتاج في كافة الظروف ،وأن بذرة الخير موجودة بينهم في كافة مناطقهم.
من هنا فإن مبادرة قنينة زيت الزيتون ،أو قنينة زيتون تستحق منا أن تُعمم على كافة مناطق المملكة ،وذلك ليستفيد أكبر عدد ممكن من المواطنين، والسكان من هذا المنتج الهام والضروري لكل بيت.