لغز مقتل الممرضة مريم على يد مسجلتين خطر….. كانت تعالجهما من الإدمان
صدمات متتالية تلقتها والدة مريم، المقيمتان بمحافظة أسوان، بدأت عندما اختفت ابنتها الطالبة، التي تبلغ من العمر 18 عامًا، لمدة 24 ساعة، وبعدها تلقت الأم اتصالًا بوجودها في مستشفى دراو المركزي، لتهرول إلى المستشفى فتكون الصدمة التالية سريعة، حيث كانت الفتاة في عداد الأموات، والأخطر أن الأم وجدت آثار تعذيب وخنق على جثتها، لتظل الأم تتعذب لمدة شهر، ولا تعلم سببًا مباشرًا لمقتل فتاتها بهذه الطريقة البشعة.
الأم تروي تفاصيل الواقعة
تروي سهير، أم مريم بدوي، تفاصيل ما حدث، قائلة إنها تعمل ممرضة بأحد المراكز الطبية بمنطقة دراو منذ سنوات، وبسبب ضغوطات العمل اليومية التي تستمر 24 ساعة، تقيم في إحدى الغرف الخاصة بالعيادة، وتعيش معها ابنتها المجني عليها، في الغرفة نفسها: «بسبب ظروف الشغل مش بروح الشقة ومريم قاعدة معايا بتساعدني».
وتضيف أن قبل 4 أسابيع، عندما علمت أم مريم بقدوم شقيقها، من محافظة المنصورة إلى أسوان في زيارة لهم، كان منزلها في حاجة إلى أعمال نظافة، نظرًا لعدم تواجدها فيه هي وابنتها منذ فترة طويلة، بسبب إقامتهما بالمركز الطبي، فطلبت من ابنتها الذهاب للمنزل، للقيام ببعض الأعمال المنزلية، وجلب بعض الأشياء: «كلمتني وقالت لي أنا خلصت تنضيف وجاية وبعدها تليفونها اتقفل ومعرفتش عنها حاجة».
اختفاء لمدة 24 ساعة
وواصلت سهير مجاهد، والدة المجني عليها، حديثها قائلة: «اختفت مريم وتركت عملي لأبحث عنها في الأماكن القريبة والمستشفيات، ولم تظهر طوال مدة بحثي عنها لمدة 24 ساعة، حتى تلقيت خبر وفاتها، وبعد ذهابي إلى مستشفى دراو، لم أصدق ما حدث عندما وجدتها جثة هامدة وعلى جسدها أثار تعذيب، فعلمت أنها ضحية لجريمة مروعة، لاسيما أن جثمانها بدت عليه علامات ضرب وخنق».
مَن وراء الجريمة؟
الأم التي انتظرت حوالي شهر لمعرفة من وراء جريمة قتل ابنتها في أكتوبر الماضي، مؤكدة أن الواقعة حدثت داخل منزل فتاة من مدينة دراو، تعرفت عليها ابنتها في المركز الطبي، الذي تقيم فيه، وبحكم أن الابنة تساعدها في عملها بالمجال الطبي، كانت المجني عليها تذهب إلى منزل الفتاة لإعطائها حقنة تساعدها على التخلص من إدمان «مخدر الكوكايين»، ضمن برنامج علاجي خضعت له القاتلة: «أي حد مريض من أهل القرية وبيحتاج ياخد حقنة مريم كانت بتروح تدهاله»، بحسب والدة مريم الضحية.
وتواصل الأم حديثها، بأن علاقة نجلتها بهذه الفتاة تطورت بعد شفائها من إدمان الكوكايين، مشيرة إلى أنها لم تعلم أنها كانت ذاهبة إليها في هذا اليوم الذي اختفت فيه، وتبين أنها استدرجتها بمساعدة فتاة أخرى، بحجة أن الأخيرة تحتاج هي الأخرى إلى هذه الحقنة لتخليصها من إدمان الكوكايين، فارتكبتا ضدها جريمة بشعة لا تعلم الأم أسبابها حتى اللحظة وتنتظر تحقيقات النيابة في الواقعة.
وكانت نيابة أسوان أصدرت قرارًا بحبس الفتاتين المتهمتين بالقتل، 15 يومًا على ذمة التحقيقات، عقب انتداب الطب الشرعي، بعد العثور على جثة الفتاة البالغة من العمر 18 عامًا بمنزل إحدى المتهمتين في مركز دراو التابعة لأسوان، وتبين أنهما مسجلتان خطر، وتم تحرير محضر بالواقعة برقم 2219.