الرجل والعنكبوت
فادي شاهين
استيقظ رجل من نومه.وعند خروجه من غرفته ،إلى الصالة.. صادف عنكبوتاً أسود،من النوع الضخم. أنيابه بارزة،عيونه كبيرة.فقال لنفسه مندهشا ومرتعبا ما هذا؟ لم أشاهد مثله من قبل.. سأقتله بسرعة، قبل أن يستيقظ أطفالي من نومهم ويصيبهم الرعب. من هول حجمه وبشاعة منظره. وحين هم بقتله. أتاه هاتف يقول له لا تقتله.إنه روح سيسألك عنها الله،قم بإخراجه من المنزل.وعندما هم بإخراجه..قال في نفسه.قد يقفز على يدي، ويغرز أنيابه الكبيرة، ويسري سمه الزعاف في دمي.. ويحصل ما لا تحمد عقباه. لا لا سأقتله، وهذا عذري أمام الله..عقد العزم على قتله، وانتهى الأمر وشرع في التنفيذ. في لحظتها عاد له الهاتف مرة أخرى. يسأله ماذا لو سألك الله. لو بذلت جهدا أكبر، هل كان بإمكانك ألا تقتله؟ توقف الرجل برهة، متخيلا هذا المشهد العظيم ،
هو والعنكبوت. يشتكي عليه بين يدي الله، في محاكمة نهائية عظبيمة كونية. لا إستئناف فيها، لا واسطة ولا محسوبية، ولا جاه ولا سلطان، القاضي هو الله، الحكم العدل.الذي لا يظلم عنده أحد.الفرد الصمد.فماذا ستكون إجابتك؟ إرتعب الرجل من هول المشهد.حكم على نفسه وأجاب.نعم لو بذلت جهداً بسيطاً، كان بإمكاني أن لا أقتله..هذا الرجل،دخل في صراع نفسي كبير.حين عقد العزم على قتل حشرة (العنكبوت).لعلمه اليقين،بأن الروح التي خلقها الله، ومهما كان المخلوق.إن أزهقت باطلاً واستهتاراً.لن يمر الأمر مرور الكرام.بل سيكون السؤال العظيم. أمام الواحد الديّان.فإما العقاب أو الثواب.وإما الجنة أو النار.فكيف بالذين لا يقدسون الروح، التي خلقها الله.ويقتلون البشر جزافاً، وإهمالاً وتقصيراً ،وحروباً وجوعاً ودماراً. مع سبق الاصرار والترصد.كيف سيكون حالكم؟ قفوا عند هذا السؤال العظيم. واحكموا على أنفسكم………