قطر تبدأ العد التنازلي بمحاكاة المونديال في كأس العرب
بعد أيام من كشف ساعة “العد التنازلي” للعام الأخير المتبقي على موعد انطلاق بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم في قطر، ستبدأ الدوحة من خلال كأس العرب، حلقة جديدة في سلسلة الاستعدادات الخاصة باستضافة هذه النسخة من المونديال.
تنطلق فعاليات بطولة كأس العرب 2021 بعد غد (الثلاثاء 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021) بمشاركة 16 منتخبا عربيا منها ستة منتخبات من القارة الأفريقية وعشرة منتخبات من القارة الآسيوية. وبهذا، ستكون هذه البطولة بمثابة “نصف مونديال” حيث يشارك فيها نصف عدد منتخبات المونديال الذي يقام بمشاركة 32 منتخبا.
واعتاد الاتحاد الدولي لكرة القدم في النسخ الماضية من المونديال على منح البلد المضيف حق استضافة بطولة القارات في العام السابق للمونديال وفي نفس توقيت المونديال ولكن بمشاركة ثمانية منتخبات وذلك لتكون البطولة بروفة جادة وقوية على المستوى التنظيمي لأصحاب الأرض. ولكن إقامة مونديال 2022 في فصل الشتاء جعل من الصعب على الفيفا السير على نفس النهج مع قطر لاسيما وأنه من الصعب على العديد من الدول وخاصة في أوروبا تعديل مواعيد بطولات الدوريات المحلية لموسمين متتاليين في ظل توقيت إقامة المونديال إضافة لصعوبة تخلي الأندية عن لاعبيها لصالح المنتخبات في هذا التوقيت من الموسم ولموسمين متتاليين. ولهذا، استقرت الأمور على إقامة بطولة بديلة كحل أمثل من أجل توفير فرصة حقيقية وجادة للمنظمين في قطر للاستعداد القوي قبل عام واحد على انطلاق النسخة المونديالية المرتقبة.
وأصبحت كأس العرب بشكلها الجديد، والمعتمدة من الفيفا، هي البطولة البديلة لتمنح قطر فرصة مثالية للتجربة على المستوى التنظيمي. ويضاعف من أهمية كأس العرب كبروفة جادة للمونديال أنها تقام بمشاركة 16 منتخبا ما يزيد من حجم التحدي بالنسبة للمنظمين ويمنحهم فرصة أفضل لكشف أي سلبيات قد تظهر في عملية التنظيم وعلاجها قبل عام على المونديال.
وقسمت المنتخبات الستة عشر على أربع مجموعات بواقع أربعة منتخبات في كل مجموعة ما يعني أن البطولة ستشهد 32 مباراة في مختلف أدوارها على مدار الفترة من 30 تشرين الثاني / نوفمبر الحالي وحتى 18 كانون الأول / ديسمبر المقبل. كما تقام فعاليات البطولة على ستة من الملاعب الثمانية المقرر أن تستضيف فعاليات مونديال 2022 ما يمثل تجربة مثالية لإمكانيات هذه الملاعب المجهزة بأعلى التقنيات ومنها تقنيات التبريد رغم إقامة البطولة في فصل الشتاء.
وكانت بعض هذه الملاعب استضافت عددا من البطولات والفعاليات السابقة وأظهرت كفاءة رائعة ومنها بطولة العالم لألعاب القوى 2019 وكذلك دور المجموعات والأدوار النهائية في بطولة دوري أبطال آسيا بالموسم الماضي في 2020 . ولكن تجربة كأس العرب تمثل الحلقة الأهم في سلسلة الاستعدادات نظرا لكونها بطولة منتخبات تشبه إلى حد كبير منتخبات بطولة كأس العالم إضافة لكونها تقام في نفس توقيت المونديال. وسبق لوائل جمعة، مدير منتخب مصر لكرة القدم، وسفير بطولة كأس العالم 2022 أن أشاد بتحضيرات دولة قطر المكثفة لاستضافة منافسات المونديال. وقال جمعة الملقب بـ(الصخرة) أن تحضيرات قطر المميزة للمونديال في وقت مبكر يوجه رسالة للعالم “أننا كعرب نستطيع تنظيم الأحداث والبطولات الرياضية الكبيرة”، مشيرا إلى أن كل من شاهد التحضيرات تأكد بنفسه أن هذه النسخة من بطولة كأس العالم ستكون استثنائية في قطر وتشرف كل العرب”.
وأضاف جمعة أن كأس العرب 2021 ستكون بمثابة بروفة جيدة للغاية لكل المنتخبات العربية خاصة التي ستشارك في بطولة كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون لتجهيز صف ثان واكتشاف لاعبين جدد يمكن الاستعانة بهم ، والأمر أيضا ينطبق على منتخبات قارة آسيا التي تخوض المراحل النهائية من تصفيات كأس العالم 2022 . وتابع “جميع اللاعبين سيعيشون أجواء كأس العالم ، من خلال اللعب على ملاعب مونديالية، وبالتالي فهذه البطولة تجربة فنية جيدة للغاية لكل المنتخبات حتى وإن لم يشارك اللاعبون المحترفون بأوروبا ، وهي بطولة بالتالي بنكهة مونديالية .