عائلة يسير أفرادها على أطرافها الأربعة تحير العلماء
تعيش عائلة تركية في قرية نائية وسط مسارات ترابية وبيوت حجرية، وتبدو وكأن آلاف السنوات من التطور قد تجاوزتها، حيث يسير العديد من أفرادها على أطرافهم الأربعة كالحيوانات.
ويروج العلماء لهذه العائلة كدليل على التطور الرجعي، حيث أن العديد من أفراد عائلة أولاس يمشون بشكل غير عادي على أربعة أطراف.
ومن بين 19 طفلاً ولدوا للوالدين ريسيت وهاتيس أولاس – الذين يمشيان في وضع مستقيم – يمشي 5 أشقاء على أقدامهم وأيديهم بخفة حركة مذهلة، فيما اعتقد الباحثون في البداية أنه انتكاسة للقفزة التطورية للإنسان للوقوف في وضع مستقيم.
ومن الصعب جدًا وغير الطبيعي أن يمشي البشر بهذه الطريقة، لدرجة أنه غالبًا ما يستخدم كمهمة تحمل في الجيش الأمريكي – ولكن بالنسبة لهذه العائلة، يبدو أن أفرادها عادوا آلاف السنين للخلف في سلسلة التطور، عندما يتعلق الأمر بالمشي.
واقترحت النظريات المبكرة أن الأشقاء يسيرون كما فعل أسلافنا الأوائل، ويقدون لمحة عن الماضي البعيد. ولكن على عكس الرئيسيات التي نشأ منها البشر، فإن الأشقاء لا يستخدمون قبضة يدهم للمشي وبدلاً من ذلك يستخدمون الناحية الخلفية لراحة اليد مما يتسبب في أذى الجلد بشدة.
وعلى مدى 5 سنوات، تعرض الأشقاء صفية، وحسر، وسينيم، وأمين، وحسين للأذى على أيدي القرويين في مقاطعة هاتاي بجنوب تركيا – بالقرب من الحدود مع سوريا – مع إلقاء الحجارة عليهم ونعتهم بأسماء مهينة في كثير من الأحيان. كما سار الأخ السادس على أربع، لكنه توفي للأسف وهو في الخامسة من عمره.
وبسبب تعرضهم للسخرية والاستهزاء، تميل النساء إلى البقاء بالقرب من المنزل، ولكن وفقًا للعلماء الذين درسوا الأسرة، يتجول شقيقهم أحيانًا لعدة كيلومترات ويتفاعل بشكل مستمر مع القرويين الآخرين. ولم يذهب أي من الخمسة، الذين تتراوح أعمارهم الآن بين 25 و 41 عامًا، إلى المدرسة ولكنهم كانوا قادرين على تعلم ما يكفي للتواصل مع أسرتهم.
ولأكثر من عقدين، ظل وجود الأسرة طي الكتمان، حتى رأى عالمان بريطانيان ورقة غير منشورة من قبل أستاذ تركي في عام 2005 عن هذه الأسرة الغريبة، وتكهن العلماء الأتراك بشكل مثير للجدل بأن ذلك يرجع إلى اضطراب اقترحه عالم الأحياء التطوري أونير تان، يسمى متلازمة أونر تان – حيث يمشي الأشخاص الذين يعانون منها على أطرافهم الأربعة، ولديهم صعوبات تعلم شديدة – مما يشير إلى أنه شكل من أشكال “التطور العكسي”.
لكن عالم النفس البريطاني نيكولاس همفري انتقد هذه النظرية ووصفها بأنها “غير مسؤولة” و “مهينة” بعد لقاء العائلة ومراقبتها بنفسه، وقال البروفسور همفري، متحدثًا في فيلم وثائقي على قناة بي بي سي 2 “أعتقد أن وصف البروفيسور تان لهذه العائلة باعتبارها ارتدادًا تطوريًا ليس فقط غير مسؤول علميًا ولكنه إهانة شديدة لهذه العائلة”.
وحتى سن تسعة أشهر، كان الأطفال يزحفون كالمعتاد على أيديهم وركبهم، لكنهم بعد ذلك طوروا ما يسمى “زحف الدب” أي المشي على أيديهم وأقدامهم، وقال البروفيسور همفريز في الفيلم الوثائقي “أشياء كثيرة كانت غريبة حول أفراد هذه العائلة، لقد زحفوا بطريقة غير عادية، كان من المؤكد أن بعضهم يعاني من مشكلة التوازن غير العادية هذه، ونعلم أن لديهم هياكل عظمية غريبة”.
الأشقاء المصابون، الذين كان آباؤهم أبناء عمومة من الدرجة الثانية، يعانون جميعًا من ضعف خلقي في الدماغ يسمى ترنح مخيخي، مما يعني أنهم يجدون التوازن على قدمين صعبًا، وبالتالي تم توجيه نمو حركتهم إلى تحويل زحفهم إلى نوع من المشي على قدمين، بحسب صحيفة ذا صن البريطانية.