التفكير الموضوعي للمسؤولين .. د نذير عبيدات مثالا
كتب ماجد القرعان
أكثر ما يقلقنا حين يتولى شؤون العامة أشخاص يفتقرون لابسط قواعد الإدارة والتي تسبق المؤهلات وكثيرة القصص والحكايات التي ذهب ضحيتها اناس لا حول ولا قوة لهم بسبب ان الشخص المسؤول تعامل معها بعدم اكتراث أو احساس بالمسؤولية وبقصر نظر وعدم مبالاة .
مناسبة الحديث وقوفي على مشكلة لطالب اردني من مدينة الطفيلة حظي يوما ببعثة خارجية لإكمال دراسته في احدى الجامعات الأمريكية لحساب الجامعة الأردنية والتي لم يكن يحلم بها بسبب احواله المادية الصعبة وبعد ان اكمل اربع سنوات وجد ان مصلحته تتطلب تغيير المشرف فكتب الى جامعته يطلب تمديد فترة الابتعاث والذي هو أمر اعتيادي ما دام ذلك سيخدم تحصيله العلمي لكن المفاجأة بان لجنة الابتعاث لم توافق له على التمديد بالرغم من ان عميد كليته ورئيس القسم نسبا بالموافقه وكان ذلك بالتزامن مع دخولنا في مواجهة فيروس كورونا وبعد فترة قصيرة اضطر الى العودة للاردن بعد ان تلقى نبأ وفاة شقيقة له ومرض والدته التي لحقت بإبنتها بعد فترة وجيزة .
المفاجأة الصادمة بعد عودته الى الأردن أن الجامعة كانت قد اتخذت قرارا بوقف بعثته ومطالبته من خلال مديرية الأموال العامة بوزارة المالية بمبلغ ( 260 ) الف دينار تُمثل قيمة الالتزام البالغ ( 130 ) الف دينار ومثله بدل غرامة وقامت ادارة الأموال العامة بإيقاع الحجز التحفظي على جميع الأملاك غير المنقولة لكفيله جاره الذي انتخى لكفالته الى جانب المباشرة بالإقتطاع من الراتب الشهري لشقيق له سدادا للألتزام ما زاد من المعاناة المعيشية لعائلة الكفيل وعائلة الشقيق .
منذ ذلك الوقت لم يُوفق بمقابلة أي مسؤول بالجامعة ليشرح الظروف والأحوال التي مر بها وبات في حيرة من أمره بعد ان سدت بوجه جميع السبل لكنه لم يقطع الأمل فبعث برسالة استرحام الى ادارة الجامعة يأمل فيها بمعالجة وضعه واتبعها برسالة اخرى عرض فيها تعيينه في الجامعة ليتمكن من سداد الالتزام المادي وراجع القسم المعني الذين أكدوا له صعوبة ذلك الى ان قُيض بان يطلع على المشكلة رئيس الجامعة شخصيا معالي الدكتور نذير عبيدات وكان ذلك بحضوري مع سعادة النائب ضرار الحراسيس الذي تكفل بعرض مشكلته لقناعته بأن الرئيس صاحب قرار ويتعامل مع القضايا بموضوعية وانسانية ولا ترتجف يده من اتخاذ القرارت .
استمع معاليه الى شرح للمشكلة واطلع على الأوراق الرسمية ذات الصلة ومن ضمنها شهادة المشرف بحق الطالب التي ضمنها اشادته به ولم يرد فيها كلمة واحدة ليست لصالح الطالب .
ما لفت انتباهي في حديث معاليه مع عميد الكلية انه أكد له اشادة المشرف بالطلب وانه لم يلمس أي تقصير وانما مر بظروف صعبة علينا كجامعة ان نأخذها بعين الاعتبار لمساعدته مضيفا انه من مصلحتنا ان نساعد طالب مجد امضى اربع سنوات بدلا من ان نبتعث طالب مستجد ليدرس هذا التخصص المهم لجامعتنا .
اسلوب تعامل معاليه مع المشكلة كان تعاملا موضوعيا ما أراح النفوس ويُبشر بأن قضية الطالب ستحل بعون الله وعلينا ان ننتظر مناقشة المشكلة واتخاذ القرار المناسب من قبل لجنة الإبتعاث التي يرأسها معاليه حيث نأمل ان كافة اعضاء اللجنة بمستوى التعامل الموضوعي والإنساني .
خلاصة القول اننا في الأردن بحاجة في جميع المواقع الى امثال معالي الدكتور نذير عبيدات الذي يتصف بالنزاهة أولا وبالتعامل الموضوعي قبل اتخاذ القرار وفقه الله .