شاكر فريد حسن يكتب: منيرة تركمان فنانة تشكيلية من بلدة جسر الزرقاء
منيرة علي تركمان فنانة تشكيلية مميزة، وناشطة نسوية على المستوى المحلي في بلدتها ومسقط رأسها جسر الزرقاء، حيث تبادر وتشارك في الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية.
وجدت منيرة نفسها في عالم الألوان، ومنذ تلك اللحظة استطاعت أن تجمع تلك الألوان لتشكل منها لوحات فنية عبر الإبداع والتحليق في سماء الفن التشكيلي، وهذا لم يأت إلا بعد أن طورت نفسها وقدمت الكثير من اللوحات الفنية التي تعبر عن هوية وثقافة مجتمعها وبلدها ووطنها.
فهي منذ الصغر تعشق الألوان وتترجم الاحاسيس، وبدأت رسوماتها بخربشات طفولية، وسرعان ما تحول ذلك إلى التعمق في عالم الرسم التشكيلي الفني، وهي ترسم الوطن والمرأة، وعشقها الثوب الفلسطيني، والكثير من لوحاتها تحاكي واقع جسر الزرقاء، والبحر، والشاطئ، والوطن، والعودة، والجريمة في المجتمع والعنف والاضطهاد ضد المرأة.
شاركت منيرة في العديد من المعارض المحلية والفلسطينية والدولية، ونالت شهادات التقدير لفنها وأعمالها التشكيلية الإبداعية، وآخر معرض شاركت به في قاعة جمعية مساواة بحيفا، تحت عنوان “جسر الزرقاء- حكاية بلد”.
منيرة تركمان مرتبطة وملتصقة بالمكان الفلسطيني، تجيد نقل المفردات التراثية في لوحاتها الجميلة، ما اكسبها خصوصية الانتماء لبيئتها وتاريخنا الكنعاني. وهي تركز في لوحاتها على التراث في إطار رؤية بعيدة المدى والعمق، وتبرز جمال قريتها جسر الزرقاء المطلة على البحر المتوسط. وتتمثل رؤيتها ورسالتها الفنية الوطنية في ترسيخ التراث الفلسطيني وإحيائه في قلوب الأجيال الناشئة الصاعدة والقادمة.
وفي لوحات منيرة تركمان تتجلى روائع الفن التشكيلي المليء بالزخم التعبيري وبالدقائق والتفاصيل التي تفضي للمتعة الفنية، فنرى ونشاهد وكأننا نلمس الجدران، أو نسترجع ونستحضر التاريخ الذي مضى.
منيرة تركمان فنانة حقيقية وقديرة تستوحي أجواء بيئتها، وتعيش حالة من المعاناة، ولوحاتها تتشابه مع الواقع الحي المعيش، واللون في أعمالها له طابع خاص وفلسفة خاصة.
فكل التقدير للصديقة الفنانة منيرة تركمان، ونرجو لها المزيد من النجاحات والتطور والتألق الدائم.