سلمان الحنيفات يكتب: كبرنا وتغيرنا بسرعه
لم نشعر بالوقت الذي مضى من عمرنا حتى اصبحنا كباراً ، لم نعش حياة الطفولة التي يعيشها هذا الجيل ولم نحصل على اي لعبة من العابهم التي تساوي اكثر من مصروفنا اليومي لمدة عامين على وقتنا ، كبرنا ولا نعلم متى نثق وبمن نثق .
نعم كبرنا فد كان نهارنا يبدأ قبل أن يبدأ يومنا ليلنا موصول بنهارنا، وعقارب الساعة لا تعنينا، كلمة التعب محذوفةٌ من قاموسنا، وكلمة النشاط مطبوعة على جباهنا… الراحة بعيده عن أيدينا .
نعم كبرنا فبين مرحلة الطفولة ومرحلة الشباب لم يكن هناك سوى لحظات او رمشة عين ؟، انتقلنا بسرعه كأننا نركب البساط السحري الذي ياخذنا الى عالم اللامبالاه والعيش بإنعزال عن العالم الخارجي فلم يعد يعنينا المظهر بقدر البحث عن الجوهر.
نعم كبرنا وتغيرنا وتغير ت اهتماماتنا ، كانت احلامنا كبيره وأوقاتنا مكتظة ما بين العمل والمدرسة والعمل والجامعة والعمل الاضافي بعد ما كبرنا ، ليسرق منا اجمل ايام حياتنا.
نعم كبرنا حتى اصبحنا نكتم احاسيسنا ووهواجسنا ومشاعرنا بعد ان كنا نعبر عنها لمن يحبوننا ، اما الان فنحتفظ بها لانفسنا ، وكنا نسعى للانتقام في لحظات ممن يؤذونا ، اما اللآن فنسلم امرنا لله، كانت ذاكرتنا قوية لكن الآن هي تخوننا.
نعم كبرنا حتى اصبحنا لا نبخل بمحبتنا ، ونعمل المستحيل من اجل إرضاء من هم حولنا ، نبحث عن الراحة بشتى الطرق ،نقدم التنازلات ونرضى بالقليل ونبتعد عن الضجيج ونلقي بالمسؤولية عنا .
كبرنا لدرجة لم نعد نحكي لأي أحد ما يحدث معنا ،توقفنا عن مجادلة ألناس ونحن نعرف أننا على صواب
أصبحنا نترك الأيام تثبت صحة وجهة نظرنا،كبرنا ولم نعد نتأثر بالكلام المعسول ، وأصبحنا نؤمن فقط بالأفعال ،تعلمنا ألا ننتظر أي شيء من أي أحد.. وأن لا نقول كل شيء، وتعلمنا أن أشياء كثيرة لا ينفع معها سوى الصمت لأن خروج الكلمات حينها سيكون متعباً جداً