رنا حداد تكتب: لصحة عقلك.. امش للخلف !!
أكدت دراسة علمية حديثة أن المشي للخلف، أي عكس الاتجاه، أو عكس الجاذبية الأرضية، يساعد الإنسان بشكل كبير على تصفية العقل ليصبح التفكير، بالتالي أكثر صفاء بل ويحفز على اتخاذ قرارات سليمة.
القائمون على الدراسة نصحوا من يواجه مشكلة أو موقفاً صعباً يحتاج فيه إلى فكرٍ صافٍ، وبالتالي اتخاذ قرار سليم، أن يجري فوراً تمريناً للمشي عكس الاتجاه لعدة دقائق، مؤكدين أن التمرين يعزز كفاءة وقدرة العقل على اتخاذ قرار سليم.
الباحثون في الدراسة أكدوا أن مخ الانسان في المشي إلى الخلف، يصبح في أعلى مستويات الحذر والحيطة، بل أن الأمر أيضاً بمثابة تمرين للحفاظ على حيوية ونشاط العقل؛ ما يساعد الإنسان على اتخاذ القرار السليم في حال مواجهة المشكلات والصعوبات.
دراسة إلى الخلف در، أو المشي إلى الخلف هذه، أعادت إلى ذهني، حادثة طريفة رواها لي أحد الأصدقاء الذي كان ذات ليلٍ شتوي عائداً مشياً إلى بيته، ليجد نفسه بمواجهة مع مجموعة من الكلاب تهرول باتجاهه، يقول : تأكدت أني هالك لا محالة، فكان لابد من أخذ قرار سريع، ملت الى الأرض وأخذت حجراً كبيراً، ووجدت نفسي بلا تفكير اركض بسرعة اتجاه «الكلاب» واصرخ عليها وأكيل لها الشتائم.
يقول صديقي «فقد عزمت بيني وبيني انه شو ما يصير، يصير»، وتابع بقوله: المفاجأة، أن الكلاب بدأت تهرب، وأنا أركض خلفها، وهي «للخلف در»، ويا سبحان مغير الأحوال.
في حالتنا، أميل أكثر للدراسات العلمية، ولا أحبذ سلوك صديقي «الجسور» الذي واجه الكلاب، ولم يهرب منها فيما يشبه لعبة حظ، وحرارة روح مكنته من المواجهة، متناسيا أعظم وأشهر مقولاتنا في مواقف مشابهة « الفليلة ثلثين المراجل» !.
أما لماذا أميل إلى الدراسة العلمية وصحتها على حالتنا المحلية بل والعربية، لأن الشواهد كثيرة، فنحن نمارس المشي الى الخلف منذ عشرات السنوات، والنتائج مبهرة، بل أصبح «مخنا» يعمل بكفاءة أكبر، وها نحن نبتكر أساليب ووسائل للتكيف مع «قلة الحيلة» و «الضنك» و أكل الحقوق، وغيرها من الظروف الصعبة، لنستمر ونستمر ونعيش، وبلا مواجهة بلا هم، ويا ما أحلى المشي إلى الخلف.