المنتدى الافتراضي لمبادرة بيرل يحتفي بمرور عشر سنوات من العمل الجماعي المشترك لتعزيز الحوكمة المؤسسية
استضافت مبادرة بيرل على مدى العقد الماضي 12,500 من قادة الأعمال، وقدمت 222 دورة تدريبية وورشة عمل، وأصدرت 155 تقريراً ودراسة حالة عن الحوكمة المؤسسية في المنطقة.
نظّمت مبادرة بيرل، وهي مؤسسة غير ربحية رائدة في منطقة الخليج، منتدىً افتراضياً بعنوان “الحوكمة المؤسسية في منطقة الخليج العربي”. حضر المنتدى أكثر من 200 من قادة الأعمال والمسؤولين التنفيذيين في منطقة الخليج والعالم العربي. واحتفل المنتدى بالذكرى العاشرة لتأسيس مبادرة بيرل وبالمسيرة المستمرة لمجتمع الأعمال والجهود الجماعية في منطقة الخليج لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
وشارك في المنتدى خمسة عشر من قادة الأعمال البارزين والوزراء وصُنّاع القرار الدوليين والإقليميين من هيئات حكومية ومنظمات دولية، مثل وزارة شؤون الشباب والرياضة في مملكة البحرين، ومعهد بازل للحوكمة، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والمنتدى الاقتصادي العالمي، وCareem، وGetBee، وجبيلي إخوان، وTalabat، وكي بي إم جي، وميتا (فيسبوك)، وLetswork، ونسما، وstc، ومنتدى ثروات للشركات العائلية. وأكد جميع المشاركين من هذه المؤسسات والشركات الأهمية البالغة للإشراف والحوكمة المؤسسية والدور الأساسي الذي أدته هذه الآليات في تحسين مؤسساتهم ومجتمع الأعمال الأوسع.
وناقش سعادة السيد أيمن بن توفيق المؤيد وزير شؤون الشباب والرياضة في مملكة البحرين، الآفاق المستقبلية للجيل القادم من قادة الأعمال في منطقة الخليج والقوى العاملة الوافدة وسبل توظيف ممارسات الحوكمة والمساءلة في الجهات الحكومية. وبهذا الخصوص علق سعادته: “من الأمل يُولد النجاح وتُحقق الأهداف، والمجتمعات المتمسكة بالأمل والعزيمة هي التي تبلغ أهدافها وتُحقّقها، لذلك تتمثل مهمة وزارة شؤون الشباب والرياضة بتنمية هذه الرؤية. ولكي نترجم هذه الرؤية إلى تميز في العمل، وضعنا معايير لقياس مدى إحساس الشباب البحريني بالأمان وشعورهم بالدعم والتقدير والأمل. ومن المهم أيضاً التأكد من قدرة الشباب على تأويل نتائج التقييم وتحديد نقاط قوتهم ومهاراتهم، ومنحهم الفرص التي تناسب مهاراتهم الفريدة وسماتهم الشخصية. وبالتالي، من المهم مشاركة هذه الرؤى والأفكار مع مجتمع الأعمال ليستند إليها في تطوير البرامج والمبادرات دعماً لقادة أعمال المستقبل”.
واستعرض خبراء عالميون وإقليميون من المنتدى الاقتصادي العالمي، ومعهد بازل للحوكمة، وstc، وميتا (فيسبوك)، التقدم الذي تم إنجازه في مجال النزاهة ومكافحة الفساد في بيئة العمل، وأن الشركات أصبحت تعتبر هذه الممارسات أولوية للتمكّن من وضع نماذج عمل شاملة واستباقية تجمع بين أخلاقيات العمل والنزاهة.
ونظراً لكون الشركات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة تمثل أكثر من 90% من مجتمع الأعمال في منطقة الخليج وأنها تساهم بالنسبة الأكبر من النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل، استضاف المنتدى قادة بارزين من شركات ناشئة وشركات تكنولوجية للحديث عن أهمية الأخلاق والقيم باعتبارها ركائز أساسية للثقافة المؤسسية والمحرك الرئيسي لنمو الأعمال. واتفق المتحدثون في الجلسة على أن الحوكمة المؤسسية استثمارٌ مهم، يتم حصد ثماره بالنمو والاستدامة وازدهار الأعمال للشركات التي تستقطب المستثمرين وتتخطى الحدود الجغرافية. وقال عمر المهيري، الشريك المؤسس لشركة “Letswork”: “بصفتنا شركةً إماراتية ناشئة في مجال التكنولوجيا، نعتبر الثقافة المؤسسية عنصراً أساسياً في عملية بناء فريقنا وتنميته من موظفين اثنين فقط إلى عشرين موظفاً، إذ ندمجها في هيكل رسمي للحوكمة المؤسسية حيث يوجهنا نحو توظيف الأشخاص المناسبين الذين يساعدوننا في اتخاذ القرارات السديدة والحفاظ على أخلاقياتنا وثقافتنا المؤسسية”.
ونظراً لأن الشركات العائلية في منطقة الخليج تساهم بأكثر من 60% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، تناولت إحدى جلسات المنتدى أهمية تنوع الحوكمة والقيادة لتحقيق الاستدامة في الشركات العائلية. ومع انتقال القيادة عبر الأجيال وتوقع انتقال ما قيمته تريليون دولار أمريكي من الأصول إلى الجيل القادم في العقد المقبل، تركز الشركات العائلية الإقليمية على تخطيط التعاقب والتنوع في القيادة لاستدامتها واستمرار عملها.
وقد رحّب جمال فخرو، رئيس مجلس محافظي مبادرة بيرل والشريك الإداري لشركة كي بي أم جي في البحرين، بالمشاركين وتحدث عن رؤية الأعضاء المؤسسين لمبادرة بيرل، إذ قال: “مع احتفالنا بمسيرة مبادرة بيرل ومجتمع الأعمال وإنجازاتهم المشتركة على مدى السنوات العشر الماضية، نجدد التزامنا بمواصلة مسيرتنا لتحسين معايير الحوكمة المؤسسية وممارساتها في منطقة الخليج. لقد بينت جائحة كوفيد-19 أن الإشراف المؤسسي والالتزام بمبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية ليست مجرد كماليات، بل عناصر أساسية ومحورية لازدهار أعمالنا وأجيالنا القادمة ولتعزيز مرونتهم وقدرتهم على الصمود إبان الصعوبات والتحديات.”
تبقى الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية أولوية ومطلباً أساسياً لازدهار الأعمال في منطقة الخليج والعالم أجمع وهي ليست مقتصرة ببساطة على إعداد التقارير وسنّ القواعد التنظيمية. مبادرة بيرل هي منظمة غير ربحية انبثقت من اليقين بضرورة تبني الشركات في منطقة الخليج لثقافة حوكمة متينة تضمن نجاحها واستدامتها. وتسعى إلى تحقيق آثار ونتائج ملموسة عن طريق 1) إجراء أبحاث تطبيقية ونشر معارف عن أفضل ممارسات الحوكمة، و2) تقديم منصة تجمع بين أصحاب المصلحة المعنيين للتحاور وتبادل الآراء وبناء الشراكات، و3) تقديم فرص التدريب والتعليم التي تلبي الاحتياجات الخاصة بمجتمع الأعمال وقادة أعمال المستقبل على المستوى الإقليمي. وتنفذ مبادرة بيرل برامج متعددة تقدم رؤى ومعارف مدروسة يتم استنباطها من البيانات والأبحاث، وتشدد المنظمة على أهمية تبني مبادئ الحوكمة المؤسسية واعتبارها عنصراً رئيسياً لا غنى عنه لنجاح المؤسسات والشركات العائلية والشركات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة والمنظمات الخيرية، وتعمل على تمكين هذه المنظمات من تطبيق منظومة من معايير الحوكمة، منها التنوع والشمول، وممارسات مكافحة الفساد، وإصدار التقارير عن ممارسات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.
ويُذكر أن مبادرة بيرل قد أصدرت على مدى السنوات العشر الماضية 155 تقريراً بحثياً ومنشوراً يستند إلى بيانات وأبحاث، وجمعت أكثر من 12,500 تنفيذياً مؤسسياً للمشاركة في 222 حلقة نقاش وورشة عمل ومنتدى افتراضي في جميع أنحاء منطقة الخليج. ويستهدف عمل المنظمة أيضاً مجتمع الطلاب، إذ تتواصل مبادرة بيرل مع 43 جامعة عبر الخليج ويستفيد أكثر من 11 آلاف طالب جامعي من برامجها والمحتوى الذي تقدمه للتوعية بأهمية الحوكمة والاستدامة لنجاح الأعمال واستدامتها.