استثمارات بقيمة تزيد عن 47 مليون دولار أمريكي (173 مليون درهم إماراتي)
تحرص ماليزيا على الاستفادة من القطاع الزراعي المتنامي في الإمارات العربية المتحدة بما في ذلك سوقها المتنوع والغني بثقافة الطبخ الذي يستخدم منتجاتها الزراعية
وقعت الشركات الماليزية الموجودة في جناح ماليزيا في إكسبو 2020 دبي مذكرات تفاهم بقيمة خمسة ملايين درهم مع شركات مقرها الإمارات العربية المتحدة، في إطار الجهود المبذولة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين ماليزيا والإمارات العربية المتحدة، في محاولة لتحفيز الزراعة المستدامة بين البلدين.
ستساعد الشراكات، التي أصبحت رسمية بفضل تبادل مذكرات التفاهم لإطلاق البرنامج، دولة ماليزيا على تعزيز وتوسيع إمكاناتها في الزراعة المستدامة من خلال إقامة مشاركة قوية وشراكات استراتيجية مع الإمارات وغيرها من المساهمين في المجال، والتي أُطلقت تحت مسمى “أسبوع الزراعة المستدامة في جناح ماليزيا” في معرض إكسبو 2020 دبي.
كما تبادلت الشركات الماليزية ثلاث مذكرات تفاهم أخرى مع شركات من مصر وألمانيا وجزر المالديف، وبذلك وصل العدد الإجمالي لمذكرات التفاهم إلى ثماني مذكرات تفاهم، تزيد قيمتها عن 173 مليون درهم (197 مليون رينغيت ماليزي) في فرص التجارة والأعمال.
ووفقًا لوزير الزراعة والصناعات الغذائية في ماليزيا (MAFI)، داتوك سيري دكتور رونالد كياندي، تتضمن مذكرات التفاهم تعاونًا مكثفًا في البحث والتطوير، والتجارة والتوزيع، والوصول إلى الأسواق، والأنشطة التجارية، والاستثمارات، وتبادل التكنولوجيا، وكذلك المبيعات، وتسويق المنتجات والخدمات.
ورأى الوزير، أن ذلك سيعزز بشكل كبير جهود الزراعة المستدامة للحكومة الماليزية بالإضافة إلى المساهمة في مكافحة تغير المناخ.
وتشمل مجالات التركيز الرئيسية الموضحة في مذكرات التفاهم، التنوع البيولوجي بهدف الصحة والعافية، وثمار الأراضي الاستوائية ومنتجاتها الثانوية، والزراعة الحضرية الذكية، وحلول الزراعة الذكية، وتحويل النفايات إلى ثروات.
كما سيتم التركيز بشكل خاص على استدامة الطهي، والتقنيات والحلول الزراعية المتطورة، وفرص الاستثمار من أجل الاستدامة الزراعية.
ومن المتوقع أن يجتذب الحدث الذي مدته أسبوع، والذي سينطلق من الاثنين 21 فبراير إلى الجمعة 26 فبراير 2022، أكثر من 2000 زائر ومندوب.
مع مشاركة أكثر من 20 شركة ومؤسسة ماليزية، يهدف الحدث أيضًا إلى جذب التعاون العالمي ومنصات مشاركة المعرفة لخلق فرص جديدة وحلول جديدة لمعالجة قضايا مثل فيروس كورونا المستجد، والفقر وتغير المناخ، من خلال الزراعة المستدامة.
كما وضّح سعادة السفير محمد طارد بن سفيان، سفير ماليزيا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، أثناء إلقاءه الخطاب الرئيسي نيابة عن الوزير: “لطالما كانت ماليزيا في طليعة البحث عن حلول مستدامة تعالج الاختناقات السائدة في إنتاج الغذاء والسلامة والأمن”.
ويعد أسبوع الزراعة المستدامة الماليزي في إكسبو دبي لعام 2020 مبادرة مهمة من شأنها أن تحفز وتعزز فرص الاستثمار والتعاون في الزراعة المستدامة وتغذي أيضًا مكافحة تغير المناخ. ونعتقد أن التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالتفكير الابتكاري والتنمية المستدامة في مجالات التركيز الرئيسية سوف يكمل توجه ماليزيا نحو تبني التكنولوجيا وتحديثها في الزراعة المستدامة”.
وستقوم الشركات الماليزية أيضًا بإطلاق وعرض بعض المنتجات والخدمات الزراعية الأكثر رواجًا بالإضافة إلى استخدام المنصة لدخول الأسواق الإقليمية باستخدام الإمارات العربية المتحدة كبوابة، خلال الحدث الذي طال انتظاره.
تعزيز العلاقات الإماراتية الماليزية
تعد عمليات البحث والتطوير المزدهرة في ماليزيا، والقوى العاملة الشابة الموهوبة، وفرص التمكين للعاملين في مجال الزراعة، بعض الجوانب ذات القيمة التي يمكن لدولة الإمارات العربية المتحدة والشركاء الآخرين البناء عليها لإضافة نقاط القوة والقدرات الحالية لديهم.
وقد كانت الإمارات العربية المتحدة، تاريخياً، أكبر شريك تجاري لماليزيا في الشرق الأوسط حيث تجاوز إجمالي التجارة بين البلدين 6 مليارات دولار أمريكي في عام 2019. ووفقًا لكياندي، لا تزال الإمارات العربية المتحدة الشريك التجاري الزراعي المفضل لماليزيا إلى حد كبير، نظرًا لمكانتها التجارية الدولية، والمركز المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأضاف موضحاً: “تبرز الإمارات العربية المتحدة كشريك مهم لماليزيا، نظرًا لشعبيتها المتزايدة وتأثيرها في قطاعي التجارة والمال في المنطقة”.
حيث سيساعد تعاوننا وشراكتنا المنتجين الزراعيين الماليزيين على الوصول بسهولة إلى أسواق جديدة في الزراعة المستدامة ليس فقط في الإمارات العربية المتحدة ولكن في منطقة الشرق الأوسط بأكملها. ومن جانبها، ستعمل ماليزيا أيضًا كبوابة للمنتجات والخدمات الإماراتية في جنوب شرق آسيا.”
الزراعة التي تحركها التكنولوجيا
ترتكز استراتيجية الزراعة المستدامة الماليزية على رؤية 2030 للازدهار المشترك، وسياسة الأغذية الزراعية الوطنية 2.0 الخاصة بوزارة الزراعة والصناعات الغذائية في ماليزيا “MAFI” لعام 2021-2030 والتي تؤكد بشكل جماعي على اعتماد التقنيات الجديدة والرقمنة في عصر الثورة الصناعية الرابعة.
وكجزء من هذه الاستراتيجية وصياغة السياسة، تسعى ماليزيا أيضًا إلى اعتماد ميكنة وأتمتة العصر الجديد في محاولة لتعزيز إنتاجيتها الزراعية، ودعم النظام، والخدمات، وتقوية سلاسل القيمة الغذائية التي تساهم بشكل مباشر في استدامة النظام الغذائي.
وقال السيناتور داتوك إسكندر دزولكرنين عبد الخالد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة تنمية الاقتصاد الحيوي الماليزية (مؤسسة الاقتصاد الحيوي): “تروج مؤسسة الاقتصاد الحيوي، بصفتها الوكالة المنفذة لإسبوع الزراعة المستدامة، بقوة لاعتماد الابتكارات التكنولوجية وخاصة تلك المتعلقة بالتكنولوجيا الحيوية، والتي تدعم وتنمي الزراعة المستدامة في ماليزيا. وقد كانت دبي في طليعة تبني مثل هذه التقنيات المدفوعة بالقيمة بما في ذلك تكنولوجيا الزراعة المائية والزراعة العمودية لتعزيز إنتاجها من الفواكه والخضروات. وهذا هو الاتجاه الذي تستعد ماليزيا لاتخاذه بنشاط أكبر لتعزيز زراعتها الإنتاجية والأهم من ذلك، فتح المزيد من الفرص للوصول إلى منتجات صحية ومستدامة جديدة لماليزيا والإمارات العربية المتحدة “.
إن أسبوع الزراعة المستدامة هو واحد من 26 برنامجًا تجاريًا أسبوعيًا يستضيفها جناح ماليزيا.
وتعد وزارة العلوم والتكنولوجيا والابتكار الماليزية، الوزارة الرائدة لمشاركة ماليزيا في إكسبو 2020 دبي مع المؤسسة الماليزية للتكنولوجيا الخضراء وتغير المناخ، بصفتها الوكالة المنفذة للجناح الماليزي.