الدكتور حدادين: الأهمية الكبيرة للقدس عند العرب دينية وليست سياسية

قال الوزير الأسبق الدكتور منذر حدادين ” القدس لها أهمية كبيرة جداً عند العرب وهي ذات قدسية وقيمة دينية كبيرة وليست أهمية سياسية، لهذا لم يتخذوا منها عاصمة سياسية لهم”. مشيدا بالدور الهاشمي في الوصاية على القدس الشريف وحماية المقدسات.

جاء ذلك في لقاء مع الاب نبيل حداد في برنامجه الاسبوعي “عين على المشرق” الذي تبثه فضائية نورسات.

وقال حدادين في الحلقة التي جاءت بعنوان (العرب المسيحيون) “وُجدت المسيحية  في جزيرة العرب  قبل الرسالة المحمدية. وعند قراءة  فحول الشعر نستدل أنهم كانوا على المسيحية.  وما تؤكده الدراسات أن معظم جزيرة العرب كانت تدين بالمسيحية من عام ٤٢٥ حتى ظهور الاسلام باستثناء  كل من مكة ويثرب فقد سكنها النصارى واليهود وغيرهم ”

وحول مكانة المرأة عند العرب المسيحيين بيّن حدادين ” أين تجد تقديراً للمرأة  كما تجده عند قبيلة تميم العربية المسيحية؟ لقد سطر هؤلاء العرب المسيحيون من قبيلة تميم نموذجاً في احترام المرأة وتقديرهم لها ولدورها، إذ اختاروا سجاح بنت الحارث قائدة لقومهم”

وعن علاقة العرب المسيحيين بالإسلام ذكر حدادين ” لقد اثنت آيات القرآن الكريم على اتباع المسيحية.  وفي سورة البقرة وسورة النور هناك آياتٌ تقول أن المسيحيين مؤمنون ” وأكد  أن “في العصر الذهبي الاسلامي عومل المسيحيون العرب معاملة العرب الفاتحين. وأُتُخذ منهم قادة لفتح شمال افريقيا”

وقال “هل يمكن لأحد أن يذكر معركة واحدة جرت في فتح مصر؟ والجواب لم يحدث ذلك. فالاقباط  كانوا من اتباع عقيدة الطبيعة الواحدة وذهب إليهم وفدٌ من مسيحيي جنوب الأردن من جذام وغسان ولخم وكانوا على عقيدة الطبيعة الواحدة  يقولون لهم  ما رأيكم أن نأتيكم مع بني قومنا  من الحجاز نحرركم من  حكم بيزنطة.  والذين قاموا بالتفاوض هم العرب مسيحيو جنوب الأردن حين جاءت حملة عمرو بن العاص إلى معان من الحجاز “.

وأشار “أمّا تعريب الدواوين فقام به المسيحيون العرب. دع الفلسفة وعلم الكلام اللذين ابدع فيهما العلماء العرب، أما ما تبقى من العلوم فقد ابدع فيها العرب المسيحيون وكان معهم من المسيحيين من غير العرب”، موضحاً أنه “عندما نقول المسيحيين العرب  نقصد المسيحيين المواطنين في الوطن العربي من المسيحيين”

وعن انتماء المسيحيين ووفائهم قال حدادين: “أرِني من هو اقدم مني في هذه البلاد أو أكثر إخلاصا مني..  في الرسائل السماوية نحن من أقدمهم وأقدم من وجد على هذه الارض. ولما مارسنا السلطة لم نتعصّب للعروبة وكانت العروبة عندنا مواطنة وكان سريان وآراميون” . “ومنذ بدايات القرن التاسع عشر كانت الشعلة المتقدمة في بلاد العرب  يقودها المسيحيون. وظلّ تناقص المسيحين العرب هدفاً يخطط له اعداء العرب منذ بداية الحركة الصهيونية، فوعي العرب المسيحيين كان وراء مخططات هجرتهم وذلك لإفراغ البلاد منهم “فاذا بدك البلاد طلّعهُم” وأن “الصهاينة من كل فج وصوب لا يريدون لنا الخير”

وعن تراجع نسبة العرب المسيحيين قال ” تناقُص عدد المسيحيين يعود لأمرين.  الأول تناقص الانجاب عنه عند اخواننا المسلمين. كما أن تواصل العرب المسيحيين  مع العالم الخارجي اقوى تاريخياً وظلّوا الأكثر في معرفة الخارج. فأنت تجد اللبناني والأردني والسوري والفلسطيني، الماروني والارثوذكسي من اوائل من قام بالهجرة لكندا وأميركا ووصلوا إلى اميركا الجنوبية في البرازيل وتشيلي وغيرها.  وظلت اولويات الهجرة الى استراليا وغيرها للمسيحيين، والغاية من ذلك تفريغ المنطقة منهم”.

ونوّه أن “الحديث عن غزو العراق ووصفه بأنه غزو صليبي هو كلام خاطئ لأن من قام بالغزو هم  امريكا”. “فأمريكا دولة غير مسيحية  ففيها يُمنع أن يصلي الطلبة في المدارس الحكومية”

وحول جهل الغرب أشار “لقد ظل الغرب يجهل وجود العرب المسيحيين وكثيرون يظنون أنهم كانوا يتبعون الاسلام لكنهم تحولوا الى المسيحية”

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى