بتوجيهات ملكية.. العيسوي يعلن عن إطلاق مشاريع مبادرات ملكية تنموية وتطويرية في البادية الشمالية
تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، أعلن رئيس الديوان الملكي الهاشمي، يوسف حسن العيسوي، رئيس لجنة متابعة تنفيذ مبادرات جلالة الملك، اليوم السبت، عن إطلاق حُزمة من المبادرات الملكية التنموية والتطويرية، في منطقة البادية الشمالية بمحافظة المفرق، وافتتح مشاريع نُفذت في سياق المبادرات الملكية، في لواء الرويشد.
وشملت المبادرات الملكية، التي أعلن عنها، بناء 100 مسكن لأسر عفيفة، وإنشاء مصنع ألبسة ضمن مبادرة “الفروع الإنتاجية”، وتزويده بوسائل النقل اللازمة، حيث سيوفر (200- 400) فرصة عمل لأبناء وبنات المنطقة، إضافة إلى تنفيذ مشاريع إنتاجية من خلال الجمعيات التعاونية في منطقة البادية الشمالية.
وأكد العيسوي، خلال لقائه عدداً من وجهاء البادية الشمالية وممثلين عن الفعاليات الشبابية والنسوية، أن مشاريع المبادرات الملكية ستنفذ وفق خطة زمنية وبمتابعة ميدانية من إدارة متابعة تنفيذ المبادرات الملكية في الديوان الملكي الهاشمي، بالتنسيق مع الجهات المؤسسات الحكومية المعنية والجهات الشريكة.
وخلال اللقاء، استمع العيسوي، إلى أبرز احتياجات ومطالب أبناء منطقة البادية الشمالية، سعياً لتلبيتها ضمن الموارد المتاحة، تنفيذاً للتوجيهات الملكية.
وقال العيسوي إن هذه اللقاءات التواصليّة تأتي بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك، الذي يدرك حجم التحديات التي تواجه أبناء المنطقة، ويؤكد دوماً على ضرورة التواصل والاستماع للمطالب والاحتياجات والعمل على تلبيتها، وإطلاق مشاريع وبرامج تنموية وتطويرية، في إطار المبادرات الملكية، بما يخدم المنطقة، وضمن الإمكانيات المتاحة.
وأكد حرص جلالة الملك على التواصل المستمر مع أبناء وبنات الوطن، لتلمّس احتياجاتهم وتلبية مطالبهم، والتي جسّدها جلالته في الزيارات الميدانية إلى مختلف مناطق المملكة والوقوف على واقع الحال فيها، والتوجيه بتنفيذ مشاريع تنموية، بما يضمن عدالة أكبر في توزيع مكتسبات وعوائد التنمية، وإيجاد فرص عمل جديدة لشباب وشابات الوطن، وتعزيز ثقافة الأعمال الريادية والاعتماد على الذات.
ولفت العيسوي إلى أن البادية الشمالية، وبتوجيهات ملكية، ستحظى مستقبلاً بمبادرات في مختلف القطاعات، في مقدمتها المشاريع الزراعية، وحسب حاجة وأولوية كل منطقة.
وأشار إلى أنه سيتم من خلال المبادرات الملكية تنفيذ تدخلات تنموية في البادية الشمالية، تشمل مشاريع إنتاجية للجمعيات التعاونية الفاعل، بهدف توفير فرص عمل للشباب وتحسين مستوى معيشة الأسر، وتفعيل دور القطاع التعاوني في تحقيق التنمية المستدامة، حيث ستنفذ في قطاعات الزراعة والتصنيع الزراعي والصناعة، التي ستوفر 30 فرصة عمل، ومصدر دخل للأسر الأعضاء في هذه الجمعيات التعاونية وأبناء المجتمع المحلي.
وقال إنه رغم التحديات التي يواجهها الواقع الاقتصادي، إلا أن جلالة الملك يضع في سُلم أولوياته تحسين الظروف المعيشية والخدمية لأبناء وبنات الوطن، والعمل على تلبية مطالبهم واحتياجاتهم المختلفة، ويوجه باستمرار بضرورة العمل على تحقيق ذلك وحماية الطبقة الفقيرة وتقوية أدوات العمل المؤسسي لرعاية المحتاجين، ودعم الريادة والإبداع والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وتابع “أن جلالة الملك، قائد مسيرة البناء والإنجاز، يبذل جهودا كبيرة من أجل النهوض بالواقع الاقتصادي وتحقيق نمو اقتصادي مستدام وجذب الاستثمارات التي تسهم في توفير فرص العمل خصوصا للشباب، الذين يحظون برعاية ومساندة جلالته، والتأكيد دوما على ضرورة تحفيز قدراتهم وتمكينهم من خلال احتضان ودعم أفكارهم ومشاريعهم لتتحول إلى مشاريع إنتاجية مدرّة للدخل وذات قيمة اقتصادية”.
وأشار إلى أن رؤية جلالة الملك لمستقبل الأردن تقوم على الاستثمار في الإنسان الأردني المبدع والمتميز بعطائه وإنجازه، باعتباره ثروة الوطن الحقيقية، وسعي جلالته لبناء المستقبل الأفضل، الذي يليق بجميع الأردنيين والأردنيات، والقائم على التميز والابداع.
وبين العيسوي، أنه جرى خلال الأعوام السابقة، تنفيذ مجموعة من المبادرات الملكية السامية في منطقة البادية الشمالية، مؤكداً استمرار تنفيذ المزيد من المشاريع حسب الحاجة والأولوية، إذ أصبح تركيز المبادرات الملكية التي يتم تنفيذها بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية، ينصبّ على دعم المشاريع التنموية والإنتاجية الموفّرة لفرص العمل، والتي تُسهم في إحداث نقلة نوعية في المجتمعات المستهدفة.
من جهتهم، ثمن وجهاء وأبناء وبنات البادية الشمالية الجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني، للنهوض بالواقع الاقتصادي في المجتمعات المحلية، وتوجيهاته المستمرة بتنفيذ مبادرات ومشاريع تسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وعرضوا لأبرز مطالب واحتياجات المنطقة، التي تركّزت في إيجاد حلول لمشكلتي الفقر والبطالة في المنطقة، ودعم المزارعين والمشاريع الزراعية والتشجيع عليها، ودعم برامج التشغيل عبر التركيز على تنفيذ المشاريع الإنتاجية الموفرة لفرص العمل، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والثقافية والبنى التحتية، ودعم الجمعيات الخيرية والأندية الرياضية والشبابية، وجذب الاستثمارات للمنطقة، والاهتمام بالثروة الحيوانية. وطالبوا بتوفير التدريب المهني التشغيلي، عبر إيجاد مراكز متخصصة، والعمل على تمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً، وتنشيط السياحة، وخاصة وأن هذه المناطق تزخر بالمواقع السياحية المهمة. وفي ختام اللقاء، أكد العيسوي أن جميع القضايا والاحتياجات والمطالب التي جرى التطرق إليها سيتم رفعها إلى جلالة الملك، كما سيجري دراسة بعض المطالب والقضايا المطروحة ومتابعتها مع الجهات الحكومية المعنية، ووضعها على سلم أولوياتها.
إلى ذلك افتتح العيسوي، بحضور وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس يحيى الكسبي ومحافظ المفرق سلمان النجادا، مشاريع نفذت في لواء الرويشد، شملت تسليم مساكن لأسر عفيفة، وافتتاح حديقة عامة في منطقة منشية الغياث، والتي جرى تنفيذها في سياق المبادرات الملكية، وجاءت بتمويل كريم من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وذلك في إطار المشاريع التنموية والتطويرية التي تقوم بها، ومن ضمنها المستشفى الجديد، لخدمة المجتمع المحلي في لواء الرويشد، والتي تترجم على أرض الواقع، العلاقات الأخوية التاريخية المتينة، التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.
وفي منطقة منشية الغياث، سلّم العيسوي 20 أسرة من الأسر العفيفة مساكنها الجديدة، والتي جرى تأثيثها وتزويدها بجميع التجهيزات اللازمة. وتستهدف مبادرة مساكن الأسر العفيفة، التي أطلقت بتوجيهات ملكية عام 2005، وشملت جميع محافظات المملكة، توفير الحياة الكريمة للأسر المستفيدة التي تعد الأكثر عوزاً واستحقاقاً، ويجري اختيارها وفق أسس تراعي تحقيق العدالة والشفافية التي تعتمدها وزارة التنمية الاجتماعية، فيما يجري تصميم المساكن وفقاً لأعلى المواصفات الهندسية والفنية، التي تأخذ بالاعتبار ظروف المستفيدين، ولا سيما ذوي الإعاقة منهم.
كما افتتح العيسوي، الحديقة العامة في منطقة منشية الغياث، والتي أقيمت على مساحة 6800 متر مربع، تتضمن منطقتين للألعاب وملعب كرة خماسي، وغيرها من المرافق، لتكون متنفساً لأهالي المنطقة والمناطق المجاورة.
وشملت المبادرات الملكية إنشاء عشرات الحدائق النموذجية وإعادة تأهيل الكثير من القرى الحضرية والحدائق في مختلف مناطق المملكة، والتي تشكل متنفساً للأهالي، وتتضمن مراكز لتدريب أفراد المجتمعات المحلية، إضافة إلى افتتاح فروع للمؤسسات التي تعنى بالأطفال، لتمكينها من احتضان أصحاب المواهب وتنمية التفكير الإيجابي لديهم وتنمية قدراتهم الإبداعية.
وتفقد العيسوي، مشروع مستشفى الرويشد الجديد، واطلع على سير الأعمال التنفيذية، والتجهيزات الطبية في المشروع، الذي بلغت مساحته الإجمالية نحو 3068 متراً مربعاً. ويستهدف إنشاء المستشفى، الذي بلغت سعته 20 سريراً، النهوض بمستوى الخدمات والرعاية الصحية للمواطنين، إذ يشتمل على خمس وحدات لغسيل الكلى، وأربع غرف للعناية المركزة (معزولة بالكامل)، ومختبر وصيدلية ومرافق طبية وإدارية أخرى. وشهد لواء الرويشد تنفيذ العديد من المبادرات الملكية في قطاعات حيوية متنوعة، من ضمنها: التعليم، الصحة، التنمية الاجتماعية، السياحة، البنى التحتية، وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني، ومشاريع إنتاجية مدرة للدخل، وتمكين المرأة والشباب اقتصاديا، وفق الأولويات التنموية، التي تلبي احتياجات المجتمع المحلي والفئات المستهدفة، وضمن جداول زمنية محددة، بالتعاون والشراكة مع الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني. وترتكز فكرة “الفروع الإنتاجية” التي أطلقت بتوجيهات ملكية عام 2008، على إقامة فروع إنتاجية للمصانع والشركات الكبرى في مناطق محددة من القرى والمحافظات، تُسهّل على الشباب والفتيات الذهاب إلى مكان العمل، بعد الخضوع لبرامج تدريبية تأهيلية للعمل في هذه المصانع.