هكذا تحدت صفاء التنمر كونها من قصار القامة
رغم تفوقها وحصولها على بكالوريوس تجارة، إلا أنها لم تسلم من نظرات الناس كونها من قصار القامة، الأمر الذي هدد مستقبل صفاء أحمد، 34 عاما، حيث تتعرض للرفض الدائم من الوظائف لهذا السبب، إلا أنها وجدت منعطفا آخرا لأحلامها بحصولها على بطولة الجمهورية في ألعاب القوى للأقزام.
تعاني «صفاء» من قصر القامة ما جعلها عرضة للسخرية والتنمر لدي الكثيرين، لينعكس ذلك على شخصيتها وتقرر عدم الالتفات لذلك، حتى تستطيع استكمال مسيرتها التعليمية وحصلت على بكالوريوس تجارة شعبة محاسبة، معتقدة أن نجاحها سيجبر الجميع على احترامها ولكن هيهات، فقد بدأت المعاناة الحقيقية لمواجهة أسوأ أنواع العنصرية، التي أصبحت بمثابة كابوس يطاردها في حياتها والتخلص منه أصبح أشبه بالمستحيل حسب حديث «صفاء» لـ«لوطن» : «بتعرض كتير أوي للتنمر من ناس معرفهاش لمجرد إن أنا قصيرة ودي حاجة تعبتني لفترة، لكن قولت مش هقف وكان لازم أكمل عشان نفسي».
رفض «صفاء» من الوظائف
حاولت «صفاء» التعايش مع واقعها الأليم ولكن تجاوز ذلك طاقتها خاصة بعد تعرضها للرفض الدائم من الوظائف، وهناك بعد المواقف السلبية التي تركت ذكرى أليمة لا تستطع محوها، عندما تقدمت للعمل كسكرتيرة في إحدى الشركات الخاصة ورغم استيفائها لجميع شروط العمل، لكنها رفضت كونها من قصار القامة، حسب كلامها: «قدمت شهاداتي وروحت أعمل مقابلة قالولي متنفعيش عشان إنتي قصيرة، ولو أي عميل شافك هيقعد يضحك والشغل يتقلب تريقة».
«صفاء» بطلة الجمهورية في ألعاب القوى
قضت «صفاء» فترة من الحزن على نفسها وأحلامها الضائعة، حتى عثرت على طريق جديد لتخرج إلى النور مرة أخرى، فعندما علمت بوجود ألعاب القوى للأقزام ذهبت على الفور لتصبح واحدة من الفريق في عام 2016، وكانت تخرج كل همومها بالتدريب ما أكسبها مهارة فائقة، لتحصل على المركز الأول في بطولة الجمهورية أكثر من مرة، حيث استطاعت التغلب على نظرات الناس الدونية، حسب «صفاء».
وتحلم «صفاء» بالوصول للعالمية، والتكريم من الرئيس عبد الفتاح السيسي