سكب البنزين على زوجته هناء وأضرم النار بجسدها
القرية كلها ترتدى السواد، الحزن يكسو وجوه الجميع. سيدات ورجال كانوا في انتظار وصول جثمان هناء حسن، الشابة العشرينية، من مشرحة زينهم، لدفنها، بعدما لفظت أنفاسها جراء إضرام زوجها «على» النيران في جسدها أمام طفليهما لبيعها الخضروات والفاكهة على «فرشة» عند شريط السكك الحديدية بقرية نكلا بمنشأة القناطر في الجيزة.
زوجها ولّع فيها وحرق قلوبنا
تتحسر والدة «هناء»، داخل منزلها، على ابنتها الشابة، التي صارعت الموت 3 أيام داخل غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات حتى لفظت أنفاسها قبل أذان المغرب، أمس، وهى تردد: «خلُّوا بالكم من عيالى وعاوزة حقى»، وتقول أمها: «زوجها ولّع فيها، وحرق قلوبنا، وكانت شايلاه، وتوِّبته عن الحرام».
قبل أسبوعين، رمى «على» يمين الطلاق على زوجته «هناء»، للمرة الثالثة، فتوجهت إلى منزل أهلها وبرفقتها طفلاها «كارما»، عامان، و«محمد»، 4 سنوات، وقالت لهم: «مش هرجعله تانى.. بيشرب مخدرات، ومش بيصرف على عياله، وعفش البيت كسّره قدام عينى».
مش هعيش في الحرام
«مش هعيش في الحرام».. قالتها «هناء» لأسرتها، بعد حضور «على» إلى منزلهم لعودتها إلى «عش الزوجية»، فتوجهوا إلى دار الإفتاء المصرية، وهناك قالوا إن الحل إطعام 60 مسكينًا أو وجود محلل، ولم يستجب «على» للفتوى خرجت «هناء» برفقة والدها، الأحد الماضى، ونصبا فرشة خضروات وفاكهة بالسوق، بينما كانت الحركة هادئة آخر نهار اليوم السابع من شهر رمضان، وساعة الإفطار قد حانت. حضر «على» إليها وقال لها: «إنتى غضبانة عند أهلك.. وأنا مش سامح لك تقعدى تبيعى خضار وفاكهة»، لتخبره: «مش هرجع لك إلا بتنفيذ الفتوى، وتبطّل مخدرات»..
خرجت «هناء» برفقة والدها، الأحد الماضى، ونصبا فرشة خضروات وفاكهة بالسوق، بينما كانت الحركة هادئة آخر نهار اليوم السابع من شهر رمضان، وساعة الإفطار قد حانت. حضر «على» إليها وقال لها: «إنتى غضبانة عند أهلك.. وأنا مش سامح لك تقعدى تبيعى خضار وفاكهة»، لتخبره: «مش هرجع لك إلا بتنفيذ الفتوى، وتبطّل مخدرات».على ولّع في مراته».. على وقع الجملة المأساوية، تحركت والدة «هناء» تجاه الفرشة: «يا رب جيبها سليمة»، لتفاجأ بأن «النار كلت جسمها».
النار كانت «مشتعلة من أول رأسها حتى بطنها»
كانت الدموع تملأ عينى «رضا»، شقيقة المجنى عليها، وهى تحكى أن زوج شقيقتها استغل عودة أبيها إلى البيت و«سابهم يتكلموا مع بعض»، ولما «هناء» اختلفت مع زوجها غادر المكان، وعاد إليها، و«دلق عليها بنزين كان حاطّه في كيس اسود، وولّع فيها، وجرى على طول».
الباعة بالسوق منهم مَن أتى ببطانية محاولًا إطفاء جسد «هناء»، ومَن «دلق» كولمان مياه بثلج عليها، في حين أن النار كانت «مشتعلة من أول رأسها حتى بطنها».. تتألم شقيقة المجنى عليها، وهى تتذكر تفاصيل الحادث: «المستشفى رفضوا الأول يستقبلوها وقالوا إنها هتموت
شقيقة المجنى عليها في حزن حكت أن «هناء» تزوجت من «على» قبل 5 سنوات «وتوِّبته عن الحرام» لأنه حين تقدم لخطبتها كان عليه «14 سابقة سرقات»، وأثمرت الزيجة عن طفلين.
علشان مستقبل العيال
في بداية الزواج أعطت «هناء» مشغولاتها الذهبية لزوجها لبيعها ليشترى مع أخيه نصف قيراط أرض لبناء منزل، لكن الأخ زوّر الأوراق، وبعد فترة حُبس زوجها سنة، لتعمل الزوجة في المنازل لتنفق على طفليها، وفوجئت بحضور شقيق زوجها يعطيها مبلغ 50 ألف جنيه، قائلًا لها: «مالكوش عندى حاجة».
أثناء سجن زوجها، تسلمت «هناء» المبلغ واشترت نصف قيراط لها ولأطفالها، وبعد خروج الزوج طلب منها نصيبه «ربع قيراط»، فوافقته، على أن يكون المتبقى نصيب طفليها «علشان مستقبلهم»، لتعيش جحيم أن «زوجها عاوز يبيع الباقى ليشترى مخدرات ويصرف على نفسه»
هحرقك أنت كمان
وبعد إشعال النيران في جسد «هناء»، اتصل زوجها بعد هروبه بأبيها، مهددًا إياه: «لو عملت محضر هحرقك انت كمان»، وتتبعت الشرطة رقم هاتف المتهم، وضبطته، وقررت النيابة العامة حبسه احتياطيًّا، بعدما اعترف بارتكاب جريمته.