م.علي أبو صعيليك يكتب: المرابطون في الأقصى يتصدون لإعتداءات الإحتلال، فماذا عن نصرتهم من جماهير الأمة.
انتهاكات الصهاينة للمسجد الأقصى بدأت تتزايد في العشرة الأواخر من شهر رمضان الفضيل من خلال جهازهم الأمني ومستوطنيهم في محاولاتهم لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى من خلال تنفيذ تعليمات بينيت بتقييد أوقات تواجد المرابطين الفلسطينيين وصولاً لهدفهم المرحلي بتقسيم المسجد مكانياً وزمانياً وهي الخطوة التي وعد بها بينيت ناخبيه، وتسبق تنفيذ مخططهم بهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم.
الجمعة الأولى في العشر الأواخر من الشهر الفضيل شهدت وصول أكثر من 150 ألف فلسطيني للصلاة في المسجد الأقصى رغم كل المعيقات والحواجز ومنع الشباب وغيرها من المعيقات التي يرسخها الكيان الصهيوني.
إن دخول جنود الاحتلال في المسجد الأقصى وباحات المسجد والتحرش بالمصليين المرابطين في محاولة اخراجهم من المسجد وهم يمارسون حقهم الديني في الصلاة وقيام الليل لهو سلوك عنصري مخالف لكافة الشرائع الدينية والدنيوية ويهدف لفرض واقع جديد بلغة القوة، وما يقوم به المرابطين هو ردة فعل وليس الفعل وذلك لحماية المسجد الأقصى من دنس اليهود.
الكيان الصهيوني الذي اعتاد على استخدام الكذب وتزييف الحقائق كأحد أساليب نشأته وتكوينه يقوم بقلب الحقائق في الاعلام الغربي، ففي لقاء بينيت رئيس وزراء الكيان الصهيوني مع محطة السي أن أن والمذيعة الامريكية اليهودية كريستيان أمانبور حاول بينيت عكس الحقيقة التي واجهته بها كريستيان وقال ان دخول جنود الاحتلال للمسجد الأقصى كان لتميكن ثمانين ألف مسلم فلسطيني للصلاة في المسجد الأقصى بعد ان حاول منعهم منها حوالي ثلاثمائة من “مثيري الشغب” الملثمين الفلسطينيين المسلحين بالحجاره!
نفتالي بينيت اليهودي الأمريكي الأصل والذي جاءت أسرته إلى فلسطين المحتلة من شوارع شيكاغو بعد عام 1967 وأصبح رئيس وزراء للكيان المحتل لأرض فلسطين ويريد حماية المصليين المسلمين الفلسطينيين من اخوانهم الفلسطينيين الملثمين! أي سخافة تلك التي تروج لها يا بينيت وكيف للعالم الغربي ان يصدق هكذا سخافات من وحي الخيال!
فاجأت كريستيان ضيفها بينيت بحديثتها عن أن دخول جنود الاحتلال في المسجد الاقصى والاعتداء على المصليين مشاهد، ووصفت “الضفة الغربية بأنها محتله منذ عام 1976” وقالت أن المستوطنيين في الضفة الغربية هم أقلية عنيفة ووجودهم غير قانوني،ومن ثم اقتبست كلام قائد قوات الاحتلال في الضفة الغربية يهودا فوكس في مقابلة له مع صحيفة “نيويورك تايمز” عندما قال بالحرف: إنه قلق من ارهاب المستوطنين ويبذل الكثير من الجهد لتجنبه ويعمل لكي يكون اليهود والفلسطينيين في أمان، عندها استشاط بينيت غضباً ووصف المذيعة بالكذب، فقط لأنه لم يعرف كيف يواجه الحقيقه رغم انها صدرت منهم، سبحان الله!
هذا هو الكيان المحتل والذي يشكل الكذب شكلاً أساسياً في تكوينه ولذلك نحن مؤمنين بأنه زائل لا محالة، وقريبا إن شاءالله تعالى مع زيادة طغيانه.
المؤشرات أن الأيام القادمة من رمضان ستكون صعبة جدا حيث بدأ الاحتلال بالاستفزاز واستباحة الاقصى والاعتداء على المصليين المرابطين، والمقاومة الفلسطينية ستكون على الموعد كما العهد بها دائما وهنا خط الدفاع الأول عن الأقصى، وهنا سيكون دور شعوب دول العالم الاسلامي مهم جدا في تعزيز صمود الأهل في فلسطين.
الحديث التقليدي عن دور الحكومات في هذه الأحداث من ناحية طرد سفراء الكيان الصهيوني واتخاذ ما يمكن استخدامه من أداوت ضغط على حكومة الاحتلال أشبه بحوار الطرشان لأنه أصبح مجرد كلام لا يتم على أرض الواقع، ولكن ما ننتظره في الحد الأدنى هو السماح لجماهير الأمة بالخروج والتظاهر والتعبير عن الغضب الشعبي لأن في ذلك رفع لمعنويات أهل فلسطين المرابطين والتغطية الاعلامية الواسعة لهذه المظاهرات من شأنه أن ينشرها بين الجاليات في اوروبا وأمريكا كما حدث في العام الماضي مما يزيد مساحة معرفة شعوب العالم بحقائق الاحتلال وحقوق الفلسطينين المسلوبه وهي وسيلة ضغط مؤثره جدا على الاحتلال الظالم.
في رمضان العام الماضي اجتاحت المظاهرات المطالبة بوقف الاعتداء على غزة وحي الشيخ جراح العديد من دول العالم وزادت مساحة الثقة بالمقاومة الفلسطينية ولذلك فإن تسهيل خروج المظاهرات كما اشرنا سيكون الحد الأدنى من الدعم الشعبي المنتظر لأهل فلسطين، وكذلك مما يذكر من أحداث العام الماضي ذلك الزخم الكبير الذي أحدثه فلسطيني الداخل في الارض المحتله عام 1948 مما شكل ضغطاً داخليا على الكيان الصهيوني غير المتجانس اجتماعياً وهي مؤشرات على وهن الاحتلال.
كاتب عربي