م.علي أبو صعيليك يكتب : شهر رمضان المبارك أوفى بوعده، وجيل التحرير جعله وبالاً على الصهاينة
هاقد انتهى الشهر الفضيل وقد أوفى بوعده في فلسطين كما كان في تاريخ المسلمين شهر الفتوحات والإنتصارات، فمنذ بدايته في هذا العام كان مليئاً بالخير والبركات على الشعب الفلسطيني البطل الصامد في وجه الكيان الصهيوني الوظيفي المدعوم من الدول الإمبرياليه والذي بدأنا نشعر بقرب زواله بمشيئة الله تعالى.
في التاريخ الإسلامي امتاز شهر رمضان رغم كل مشقاته بأنه شهر الفتوحات الإسلامية والبداية من غزوة بدر الكبرى (2 هجري) وفيها سطر المسلمين الأقل عدداً وسلاحاً إولى إنتصاراتهم في التاريخ على قريش وحلفاءها بغرورها وكثرتها ووفرة عتادها مقارنة بالمسلمين في حينها، وبذلك النصر زادت عزيمة المسلمين وثقتهم وهيبتهم بعكس قريش وأعوانها التي بدأت إنكساراتها.
واستمرت الفتوحات الكبرى في شهر الخير وكان فتح مكة في العام الثامن للهجرة حدثاً مفصلياً في تاريخ الإسلام وما تخلل ذلك الفتح من عفو نبوي عن أهل مكة وما تبع ذلك من إنتشار للإسلام وسيطرته على الجزيرة العربية.
لاحقاً حصلت العديد من الإنتصارات الكبرى في شهر رمضان منها الوصول إلى قارة اوروبا وفتح الأندلس (92 هجري) بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير والنصر على جيوش القوط في معركة وادي لكة ومنها انتشر الاسلام في عمق أوروبا، وتلاها معركة بلاط الشهداء (114 هجري) عندما وصلت الفتوحات لجنوب فرنسا.
واستمرت الفتوحات الكبرى ومنها فتح عمورية (223 هجري) بقيادة الخليفة العباسي المعتصم بنفسه والذي انتصر لنداء امرأة مسلمة بكلمتها الشهيرة “وآمعتصماه”، وأيضاً معركة عين جالوت (658 هجري) ولم يكن المسلمين حينها في حال جيدة كما هو الحال في زماننا، وعاث المغول فساداً في بغداد لكن ارادة الله تعالى جاءت للمسلمين بالملك المظفر سيف الدين قطز والقائد ركن الدين بيبرس وهزموا المغول في عين جالوت شمال فلسطين.
ومسك الختام معركة حطين بقيادة القائد الناصر صلاح الدين الأيوبي والتي يؤرخ بدئها عام 1187 ميلادي بسلسلة فتوحات حتى وصلت إلى فتح بيت المقدس في 26 رمضان عام 1188 ميلادي وهذه المعركة التي لازالت تذكر بقائدها وأنها أعادت للأمة هيبتها.
منذ بداية الشهر الفضيل هذا العام تلقى الإحتلال الصهيوني عدة ضربات قوية في المناطق المحتلة من شباب جيل التحرير في عمليات نوعية هزت الكيان الصهيوني أسفرت عن مقتل 14 يهودي واصابة العشرات وجعلت مصير حكومته التي جاءت بعد مخاض عسير مرهون بعمليه ينفذها فدائي فلسطيني خارج حسابات أجهزتهم الأمنية والإستخباراتيه.
أحدثت العمليات التي نفذها شباب جيل التحرير إبن النقب محمد غالب ابو القيعان “عملية بئر السبع” وأبناء جنين ضياء حمارشه ورعد حازم ارتباكاً وضبابيةً في الوسط الصهيوني وزرعت في قلوبهم الرعب خصوصاً أنها جاءت من شباب بدون إنتماءات معلنة لحركات التحرر الفلسطيني بقدر ما هي نمط حديث من ثورة التحرير والتي يصعب التنبؤ بوقتها ومكانها ومنفذيها.
المرحلة الثانية كانت في المواجهات في باحات المسجد الأقصى ومحاولات اليهود تقسيمة زمانياً ومكانياً وتصدى لهم المرابطين الفلسطينيين القادمين من مختلف مدن فلسطين حتى وصلت ذروتها ليلة السابع والعشرين من رمضان والتي تعتبر نصراً مؤزرا للمرابطين على جيش الإحتلال وأحد الشواهد على ذلك هي ردة فعل جيش الإحتلال في الجمعة اليتيمة ومحاولات استفزاز المرابطين من أجل تقديم نصر وهمي للرأي العام اليهودي ولكن بدون جدوى ولا نتائج ملموسة.
أما القادم وهو الأهم، بالرغم مما يتم ضخه من أموال وامكانيات إلا أن استخبارات العدو الصهيوني تثبت فشلها في عدم قدرتها على توقع تفاصيله ومكانه، وهذا من مكتسبات ما قام به جيل التحرير خلال الشهر الفضيل، بحيث انتقلت المبادرة والجرأة لأصحاب الأرض الحقيقين الفلسطينيين بينما يسيطر الخوف والشك على المحتل الصهيوني في مشهد يحاكي نتائج غزوة بدر الكبرى بحيث أصبحت الهيبة لشباب جيل التحرير.
وفي الختام، وبعيداً عما تنشره ماكينات الإعلام الصهيونية من روايات غير صحيحة عن الواقع، فإن خبراء الصهاينة مدركين جيداً لكل الحقائق ومنها أنهم فشلوا في خلق مجتمع متجانس وكذلك فشلوا في ايجاد عمق شعبي لهم في المنطقة وكل جهود التطبيع لا تخرج عن اطارها الاعلامي، والأهم أنهم مدركين أن جيل التحرير الفلسطيني هو صاحب اليد العليا في معركة الحسم وليست مكاتب السياسة.
كاتب عربي