م.علي أبو صعيليك يكتب : ماذا لو كانت شيرين أبو عاقلة صحفية في أوكرانيا وقتلت برصاصة روسية؟
قتلت قوات الاحتلال الصهيوني شيرين أبوعاقلة المراسلة الصحفية الفلسطينية برصاص الغدر وهو الرصاص الذي نشأت من خلاله دولة الكيان الصهيوني الوظيفي، قُتِلَت شيرين بدم بارد وهي تغطي جريمة الاحتلال الجديدة باقتحام مخيم جنين (مخيم الصمود الفلسطيني).
مجرمو الاحتلال الارهابي الصهيوني لا يميزيون بين مدني أو صحفي أو مسلم أو مسيحي، بل هدفهم كل انسان فلسطيني حر، هدفهم طمس واسكات كل أصوات الحرية والحق التي تفضح يومياً سلوك الصهاينة المجرمين في أراضينا المحتلة..
لم تكن شيرين مجرد صحفية تقليدية، بل كانت بنت فلسطين الحرة التي كشفت للعالم جرائم الاحتلال اليهودي في فلسطين وقد وثقت وفضحت بصوتها وكاميرات زملائها من كوادر قناة الجزيرة الفضائية جرائم الاحتلال الصهيوني في القدس وغزة وشاءت الأقدار أن تروي دمائها أرض جنين القسام.
لم يكن هناك إشتباك مسلح في قصة اغتيال شيرين بل كانت جريمة مقصودة مخطط لها مسبقاً لمنع وصول حقيقة اقتحام جيش الاحتلال لمخيم جنين، وهذا ما أكده النائب المتطرف في الكينيست الصهيوني (بن غافير) قال أن الصحفيين الذين يعيقون عمل جيش الاحتلال الصهيوني يجب أن يتم قتلهم، وهذا المجرم بن غافير يمثل الفكر المنحرف للكيان الصهيوني القائم على القتل ولا شيء غير.
وثقت الكاميرا لحظات اغتيال شيرين وهي ترتدي ملابس العمل الصحفي ومنها الخوذه وهو ما يؤكد نية الاحتلال بقتلها حيث اصيبت برصاصة مباشرة، وذلك لمنع وصول الحقيقة للعالم، حيث تعمل شيرين في قناة الجزيرة القطرية التي تعتبر أقوى وسيلة اعلامية من حيث تغطيتها للإجرام الصهيوني المحتل لأرض فلسطين، ورغم ذلك فإن العمل الصحفي في أرض فلسطين المحتلة سيستمر في تغطية اجرام اليهود حتى تحرير كامل أرض فلسطين.
اغتالت يد الغدر الصهيونية قادة فلسطينين وشباب وفتيات وكبار بالسن وأطفال وصحفيين، ويتم القتل في فلسطين من منطلق واحد، كل فلسطيني مستهدف من قوات الاحتلال وهذا ما صرح به قادتهم ورئيسهم بينيت وقبل شهر قتل جنود الاحتلال السيدة الفلسطينية غادة سباتين (47) عاماً وهي أرملة وأم لستة أطفال كانت تمشي في الشارع ونظرها ضعيف واعدمت برصاصة جندي إسرائيلي بشكل مباشر رغم عدم وجود أي تهديد من طرف الشهيدة غادة.
ماذا لو كانت شيرين أبوعاقلة صحفيه في اوكرانيا وقتلت برصاصة روسية؟ هل كانت تغطية الاعلام الغربي بنفس مستوى تغطيتها لحدث اغتيال صحفية فلسطينية برصاص الاحتلال الصهيوني؟ هل كانت دول اوروبا وأمريكا ستكتفي ببيانات الحزن والشجب والصدمه؟ لا يمكن أن يحدث ذلك لأن العالم الغربي مشارك في اجرام اليهود في أرض فلسطين منذ أن جاء باليهود من شرق اوروبا إلى فلسطين بقيادة بريطانيا وفرنسا في ذلك الوقت.
فشل الكيان الصهيوني في منع شباب فلسطينيين من تنفيذ عمليات استشهادية في قلب الأراضي المحتلة رغم بساطة امكانياتهم ولذلك أصدرت قيادته أوامرها بالقتل المسعور في عمليات انتقامية من الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وبدون اعتبار للعمل الصحفي، وهي تبحث عن قرابين تقدمها للمستوطنين المتطرفين من أجل كسب شعبية زائفة، رصاصة مباشرة في رأس شيرين وأخرى أصابت زميلها الصحفي علي سمودي الذي نسأل الله تعالى له الشفاء العاجل.
سذاجة عقلية قيادات الاحتلال وجنودها تجعلها تعتقد ان اغتيال صحفيه أو قائد فلسطيني سينهي المقاومة أو يمنع وصول صوت الفلسطينيين للعالم، هي سذاجة الاحتلال منذ أن بدأ، فقد أثبت الفلسطيني أن إرادته أكبر بكثير من اليهود ومن هاودهم حيث يتميز الفلسطيني في الشتات بأن فلسطين وطن يعيش بداخل شعب، كيف لا وهنالك ملايين الفلسطينيين ممن تم تهجير أجدادهم على تواصل يومي بوطنهم الأم ودعمه بكل الطرق حتى لو من خلال كلمات.
إن التاريخ يسجل هذه الجرائم وما سبقها والتي لا يرتكبها كيان الاحتلال اليهودي الاجرامي حسب، بل يشترك معه في دم شيرين وأبناء الشعب الفلسطيني كل من يدعم الاحتلال من العالم الغربي والمطبعين العرب وسيأتي يوما ما وقتاً للحساب، ومن الواجب على المنظمات الصحفية الدولية وعلى رأسها قناة الجزيرة الفضائية أن تقوم بواجبتها نحو معاقبة من ارتكب جريمة قتل شيرين أبو عاقلة لا أن يتم الإكتفاء ببيانات الشجب والإستنكار، ورفع ملف جريمة قتل شيرين لكل المنظمات الحقوقية في العالم، رغم عدم قناعتنا بعدالة العالم الغربي.
كانت شيرين أبوعاقلة تنقل للعالم الاجرام الذي يرتكبه اليهود في فلسطين، وأصبحت اليوم هي الحدث والشاهد الحي على ما كانت توثقه بنفسها من اجرام، وستبقى شيرين في قلوبنا بذكراها العطرة من خلال صوتها الصادق، وقد سلمت رايتها بعد خمسة وعشرون عاماً من العطاء لباقي زملاءها الصحفيين من اجل مواصلة مسيرتهم في نقل الحقيقة.