مفضي المومني يكتب : إلى روح شيرين.. أيقونة فلسطين… !
يوم حزين كئيب ثقيل…يمتد في كل المدن والقرى الأردنية، شيرين ابو عاقله، كانت هنا بيننا..تخرجت من قسم الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك… لها اصدقاء وأصحاب وأهل في اربد كما في فلسطين…
شيرين ابو عاقله التي نقلت الأخبار منذ سنين طويلة واطلت علينا كل يوم باحتراف الصحفي المتمكن، عبر الشاشات ومن كل النقاط الساخنة، أصبحت خبراً…! ووجعاً… وغصة تعاتب ذاتنا وتخدش رجولتنا.
اليوم وعلى جذور شجرة… وبجانب سور مقبرة…على مشارف مخيم رام الله… وانت ترتدين بزة الصحافة..استهدفتك رصاصة الغدر من جبان محتل..وكان ردك الفوري وانت تسلمين الروح لبارئها، ايتها الشهيدة شيرين يا صوت فلسطين نشيد سميح شقير:
إن عشت فعش حراً
أو مت كالأشجار وقوفاً
وقوفاً وقوفاً… وقوفاً كالأشجار
وارمي حجراً في الماء الراكد تندلع الأنهار
إقرع أجراسك في مملكة الصمت وغني
غني نشيدك… غني… غني
ولينحطم جدار الخوف نثاراً كالفخار…
اظنك انشدتها هذا الصباح…وانت تلاقين الموت..وأنت تخرجين لعملك البطولي بين زخات الرصاص..واقتحامات المحتل للمخيم… عشت حرة وصوتاً للحق… وعندما داهمتك رصاصة الغدر… ولم تتمالكي الوقوف كالأشجار… فقد خرجت روحك لبارئها…ولكنك احتضنت جذر شجرة نابت عنك في الوقوف… في وجه المحتل الغاشم ورصاصه… تلثمت ارض فلسطين واحتضنتها واحتضنتك في لحظة وفاتك.
اه يا شيرين يا صوت فلسطين وايقونتها… اصدقك القول… فقد انسابت الدموع من الجميع حزناً ووجعاً… وغصة في القلب… ونحن نشاهد لحظاتك الأخيرة… اوجعتنا يا إبنة فلسطين وابنة كل الشعوب الحرة …نعرف أنك امتداد لمواكب الشهداء لأجل فلسطين ولأجل شرف الأمة… ونعرف أنك لن تكوني الأخيرة… فعلى أرض فلسطين ما يستحق كل هذا…موتا او حياة، فلن يعيد الحقوق؛ لا التطبيع والا التعاون الامني ولا الخيانة… .فلسطين ستعود… رغم إحباطاتنا وتكالب اكلة القصعة شرقاً وغرباً علينا، وهوان حالنا… هذا وعد الله… ووعد يوم تعود فيه وحدتنا.، ونصبح على قلب رجل واحد ونستعيد قوتنا… رغم أنف كل المتخاذلين…ووكلاء المستعمرين.
شيرين أيقونة الصحافة الفلسطينية والعالمية، خلف صوتها نبض الحقيقة..ونقل اخبار الأهل… وفضح الإحتلال… هذا هو سلاحك ونبرات صوتك المكتنز بالعنفوان… وانت تطلين عبر الشاشات..وتتنقلين من زاوية لزاوية تزاحمين الرصاص..والدبابات… وهمجية المحتل… لتنقلي الحقيقة… سنفتقدك وانت تطلين علينا بعد كل تقرير : شيرين ابو عاقله – من رام الله… من القدس ..من الخليل… من مخيم رام الله… من غزه… من كل فلسطين…!
اليوم سُجل اسمك في تاريخ فلسطين… وتاريخ الصحافة…واعذري ضعفنا… فما زلنا نشجب ونستنكر ولا نقوي على غير ذلك..!
دخل الحزن كل بيوتنا منذ سماع خبر اغتيالك… تلاحقنا غصة الضعف… ولكنك منحتنا ذات الروح المقاتلة التي ستبعث فينا ذات عزة وانتصار…ولو طال الزمن البائس.
رحمك الله يا شيرين… وعزائك في كل بيوتنا… فنحن اهلك… وانت ابنة فلسطين الحبيبة وابنة كل المخلصين في وطننا العربي…كنت حرة في حياتك… وتأبطت الموت والشهادة والحرية لتمنحي فلسطن وتمنحينا الحياة… ارقدي بسلام… لروحك الرحمة ولأهلك وكل محبيك العزاء… فقد ضرب استشهادك حجرا في الماء الراكد..واندلعت انهار الغضب..وقرعت اجراسك في مملكة الصمت…وغنيت نشيد الحرية… وننتظر ان ينحطم جدار الخوف وينتثر كالفخار… رحمك الله يا شيرين سامحينا…سامحينا… لانك اشجع منا وانتصرت على الموت بالموت والشهادة… حمى الله فلسطين.