جائحة كوفيد-19 تُلهم طالبًا في مؤسسة قطر لاكتشاف ذاته
أمضى كوميل لفوكيدوف، خريج 2022 من جامعة نورثوسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، تجارب رائدة في المدينة التعليمية لا سيما إبّان فترة جائحة كوفيد-19، وتداعياتها، وشملت هذه التجارب الدروس داخل الفصل وعن بُعد.
يقول فوكيدوف، وهو من دفعة 2022 من الخريجين خلال الجائحة لهذا العام: “كانت تجربة الجائحة فرصة للتأمل الذاتي، وقد ساعدتني رياضة الجوجيتسو على اكتشاف شغفي. التعلّم مستمر خلال جائحة كوفيد-19 وما بعدها، سواء كنت تقرأ كتابًا، أو تعمل على مشروع، أو تتحدث إلى أحد اساتذتك عبر الإنترنت”.
وتابع: “رغم الجائحة واصلتُ القيام بمسؤولياتي، والتركيز على دراستي، والحفاظ على درجاتي، بالإضافة إلى تعزيز فرصتي لإيجاد توازن جيد بين الدراسة والحياة، وأعتقد أن جائحة كوفيد-19 كانت وقتًا مفيدًا بالنسبة لي، لأنني تمكنت في تلك الفترة من اكتشاف ذاتي، لأنه كان لدي الكثير من الوقت لنفسي”.
كان فوكيدوف طالبًا في السنة الثانية في جامعة نورثوسترن في قطر عندما صدرت قرارات الإغلاق لأول مرة في قطر بشهر مارس 2020، حينها أغلقت المتاجر ومراكز التسوق والصالات الرياضية، وأصبحت الخدمات متاحة عبر شبكة الانترنت، عندها بدأ رحلته في اكتشاف ذاته.
ويقول: “وحدي في غرفتي، فكرت كثيرًا وسألت نفسي، كيف أستغل هذا الوقت؟ كيف أطور مهاراتي؟ ثم رأيت منشورًا على الإنستغرام حول رياضة الجوجيتسو البرازيلية، وقررت أن أجربها بعد تخفيف قيود الجائحة”.
وأردف بالقول: “لم أفكر في الأمر كثيرًا في ذلك الوقت، لكن قبل عامين من الآن، قضيت ساعات في التحدث مع المدرب وتعلم وممارسة رياضة الجوجيتسو، وفي نوفمبر الماضي، ذهبتُ خارج قطر للمشاركة في أول بطولة كبيرة لي”.
عزّز مجتمع رياضة الجوجيتسو شغف فوكيدوف بهذه الرياضة، حيث يقول: “إنهم مثل القبيلة، الأفراد الذين أتدرب معهم هم أكبر سنًا، وبعضهم أولياء أمور، وفي كل مرة أذهب إلى هناك، أتعلم منهم، ليس فقط من حيث التدريب البدني، ولكن عن الحياة بشكل عام أيضًا”.
امتد شغف فوكيدوف للرياضة إلى حياته الجامعية، حيث أنتج الطالب فيلمًا وثائقيًا مدته 20 دقيقة عن مدربه، الحاصل على الحزام الأسود، والذي يقارنه فوكيدوف كما ولو أنه حصل على درجة الدكتوراه، ولدى زوجته وابنه أيضًا حزامًا أسودًا بهذه الرياضة. يشرح قائلاً: “لقد سعى مدربي إلى تحقيق حلمه، ووجدت أن هذا الأمر محفزًا للغاية”.
وُلد فوكيدوف في روسيا، وعندما كان عمره 16 عامًا، انتقل إلى سنغافورة في منحة أكاديمية. وفي نشأته، كان يمارس مهارة الرقص الحركي، لكنه أيضًا مدرب كلاسيكي، وقد ساعدته المهارات التي تعلمها، التوازن والقوة وفي تمرينه البرازيلي الجيوجيتسو”.
يوضح فوكيدوف أهمية ممارسة الهوايات والأنشطة خارج فصول الدراسة، ويقول: “نصحنا أستاذ التاريخ قائلًا لنا أن هناك الكثير من الأشخاص الناجحين، يمارسون أنشطة مختلفة وخارج روتينهم اليومي، مثل أينشتاين، على سبيل المثال، أخذ دروسًا في الموسيقى، وعزف على الكمان”.
وتابع: “الفكرة أن نفعل شيئًا آخر، وأن نختار هواية، وأذكُر عندما قال أستاذي إنه إذا قمتُ بذلك، فمن المرجح أنني قادر على الحصول على شيء يميزني”.
وفي حديثه عن تجربته في جامعة نورثوسترن في قطر، قال: “إن مستوى أعضاء هيئة التدريس في مؤسسة قطر استثنائي، وأنا محظوظ جدًا لأنني تلقيت إرشادًا من أفراد بخبرات عالية. عملت كمساعد باحث لمدة عامين ونصف، واكتسبت البراعة الأكاديمية، وتعلمت طريقة تحليل المعلومات وتوليفها في أبحاث مكتوبة”.
واختتم قائلًا: “لقد مرت أربع سنوات، وأنا الآن أتطلع إلى الشروع في رحلة جديدة، وأن أخوض كل ما في هذه الحياة من تجارب”.
بصفته خريجًا من دفعة 2022 بجامعة نورثوسترن في قطر، سيحضر فوكيدوف حفل خريجي مؤسسة قطر في 10 مايو، والذي يحتفل بخريجي جميع الجامعات في المدينة التعليمية.