تفاصيل جريمة.. الطب الشرعي يحدد سبب الوفاة بعد مرور 16 عاما والسبب الإدمان
بعد مرور 16 عاما على حدوث هذه الواقعة، ظن المجرمان أنهما قد أفلتا من العقاب، وأن جريمتهما قد طمسها عامل الزمن، وأن ما فعلاه لن يُكتشف على الإطلاق، ليفاجآ أن ما فعلاه ظهر مرة أخرى على غير موعد، وأن العقاب الذي ظنا أنهما هربا منه يأتيهما بينما يجلسا مطمئنين مرتاحين البال، وهو ما شهدته القاهرة قبل 16 عامًا، حين اكتشف الصديقان أن قتلهما صديقهما من 16 عامًا أصبح في طي النسيان والكتمان، إلا أن الطب الشرعي كان له رأي آخر.
قبل 16 عاما، استقبلت مشرحة زينهم رفات أحد الأشخاص عقب العثور عليه في صحراء القاهرة، وبناءً على قرار النيابة العامة تم إجراء تحليل الحامض النووي، تمهيدا لمطابقته بأي شخص يحضر لاستلام ذلك الرفات من أسرته، وفحص العظام لبيان سبب الوفاة.
الرفات لشاب في العقد الثالث من العمر
وبعد أسبوعين، أرسلت مصلحة الطب الشرعي للنيابة العامة تقريرا بسبب الوفاة، وجاء في التقرير أن الرفات لشاب في العقد الثالث من العمر، وأن سبب الوفاة إصابته بعدة طعنات بسلاح أبيض، حيث إن السكين عندما أصابته تسببت في كسر بأحد عظام الرئة، ورجح الطب الشرعي أن تكون الوفاة حدثت قبل 16 عاما.
وعلي الفور، كلفت النيابة العامة المباحث بسرعة تحرياتها حول الواقعة وملابساتها وظروفها وضبط الجناة، وتم تشكيل فريق بحث من ضباط الأمن العام والبحث الجنائي، وكان أمام فريق البحث خطوتان لكشف لغز القضية، الخطوة الأولي كشف هوية المجني عليه، والثانية ضبط الجناة.
وبدأ فريق البحث في إحضار كافة بلاغات التغيب في محافظة القاهرة قبل 15 عاما، وهي الفترة التي أكد الطب الشرعي أن الوفاة حدثت خلالها، كخطوة أولى على أن ينتقل إلى فحص بلاغات التغيب في محافظتي الجيزة والقليوبية في حالة عدم التوصل لهوية المجني عليه، وخلال فترة وجيزة توصل فريق البحث إلى عدد من بلاغات التغيب في القاهرة خلال الفترة المستهدفة، وبالتواصل مع أصحاب البلاغات والبالغ عددهم 4، والذين أكدوا أنهم لم يتوصلوا لذويهم منذ ذلك الوقت ولا يعرفون عنهم شيئا، وجرى تحرير محضر بأقوالهم وبعرضهم على النيابة العامة طلبت إرسالهم إلى الطب الشرعي لإجراء تحليل البصمة الوراثية لمطابقتها بالبصمة الوراثية الخاصة بالرفات.
وبعد الانتهاء من التحاليل ومطابقتها بالتحليل الخاص بالرفات تطابقت عينة سيدة بعينة البصمة الوراثية للرفات، وتبين أن الرفات يعود لابنها، وقررت النيابة العامة تسليم الرفات لها، وصرحت بالدفن، وبدأ فريق البحث في الخطوة الثانية وهي كشف هوية المتهمين وضبطهم، وبسؤال والدته وأفراد أسرته أكدوا أن ابنهما المتوفى كان على علاقة قوية بصديقين، وأنه شوهد بصحبتهما قبل اختفائه، وكشفت التحريات بأن المجني عليه كان مدمنا للمخدرات هو وصديقيه، وأثناء ذهابهما لشراء مخدرات من الصحراء قتلاه لسرقته ودفناه في الصحراء، وعادا إلى المنطقة وأنكرا أنه كان معهما.
ضبط المتهمين
وعقب تقنين الإجراءات جرى ضبط المتهمين وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات اعترفا بارتكاب الواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.