ماذا قالت مصورة مثلية عن مشاركات مجتمع الميم في مسابقات ملكات الجمال؟
بعد مرور عقد من الزمن على وصول زانيليه موهولي إلى التصفيات النهائية في حفل تتويج ملكة جمال جنوب إفريقيا، حمل عنوان “ملكة جمال سابفو” (Ms Sappho)، أعادوا بناء هذه اللحظة كإعلان جريء عن الجمال الأسود الشاذ عن القاعدة.
فلطالما دُعمت مبادئ الجمال والأنوثة في مختلف مسابقات ملكات الجمال في العالم، لكن من النادر أن يتم تحديها. بيد أنّ صورة الفنانة زانيل موهولي تمثّل إعلانًا جريئًا للجمال الأسود البشرة الشاذ، وتُذكّر بأنّ الوضع الراهن لمفهوم الجمال السائد ثابت في الغالب.
في الصورة الذاتية المعبّرة جدًّا، تقف الفنانة الجنوب إفريقية بفخر منتعلة حذاءً فضيَّ اللون ذي كعب عالٍ، ومرتدية ملابس سباحة ذات ألوان حمراء وبيضاء وزرقاء، مزينة شعرها بتاج. ووضعت وشاحًا أبيضًا عريضًا على جسدها كُتب عليه عبارة “Miss Black Lesbian” (ملكة جمال المثليات)، في إشارة إلى مسابقة ملكة جمال حقيقية للنساء السود المثليات، أقيمت أواخر التسعينيات حملت اسم “ملكة جمال سابفو” (Ms. SAPPHO)، بحسب الفنانة. وكانت موهولي حينها في أواخر العشرينيات من عمرها، ووصلت إلى التصفيات النهائية في الحدث الذي نُظم في وطنها الأم، عام 1997.
وأوضحت موهولي في مقابلة مع CNN أنها كانت “لحظة حقيقية تكشف الجمال الشاذ في حفلات تتويج ملكات الجمال الوطنية”.
الصورة الذاتية التي التقطتها عام 2009، بعنوان “Miss (Black Lesbian)”، تشكّل حاليًا جزءًا من معرض “Black Venues” في Fotografiska New York والمستمر لغاية 12 أغسطس/آب، والذي يعتبر بمثابة مسح للأنوثة السوداء قام به كل من الفنانين الأساسيين كارا ووكر، وديانا لوسون، وكاري ماي ويمس.
وقالت موهولي إنّ “الصورة تتناول الرؤية الغريبة، وتخبر عن الوجود الشاذ، وعن الحاجة إلى تقديم الناس بطريقة هادفة، أو محترمة”، مضيفة أن ّهذا يشير إلى “سياسات الوجود عندما يتعلق الأمر بكون الناس سود البشرة ويتمتعن بالجمال”.
ورغم أنّ التاريخ يحفل بتنظيم مسابقات جمالية خاصة بمجتمع الميم في العالم، على غرار حفل “ملكة جمال سابفو” الذي أقيم بجنوب إفريقيا، واحتفي بأفكار أكثر شمولية عن الجمال، فقد تنافس عدد قليل من النساء المثليات والمتحولات جنسيًا في أحداث وطنية أو دولية بارزة.
للمرة الأولى العام الماضي، شهد حفل تتويج ملكة جمال جنوب إفريقيا مشاركة لمتسابقة أولى متحوّلة جنسيًّا علنيةً، ليلوغونولو ماشابا، فيما كسرت كاتالونا ارنريكيز الحاجز نفسه من خلال مشاركتها بحفل تتويج ملكة جمال الولايات المتحدة الأمريكية. ولم يسبق أن صعدت امرأة متحوّلة جنسيًا أو مثلية علنًا إلى المنصة في مسابقة ملكة جمال الكون لغاية عامي 2018 و2019 تباعًأ.
وأشارت موهولي إلى أنه “بمجرد مشاركة إمرأة ما في مسابقات ملكات الجمال، وتُكشف هويتها الجنسية على أنها مثلية أو متحولة جنسياً.. يتصدر هذا الأمر عناوين الأخبار الرئيسية”. وتابعت: “لكن إذا كانت امرأة مغايرة جنسيًا.. فهذا أمر طبيعي”.
التقطت موهولي الصورة بعد مرور ثلاث سنوات فقط على الإقرار بزواج المثليين الرسمي في جنوب إفريقيا، لتصبح الدولة الإفريقية الوحيدة التي أقدمت على ذلك. وبلغت الفنانة سن الرشد خلال مرحلة الفصل العنصري وواجهت مقتطفات من حياة السود المثليين، الذين يعتبر عملهم المستمر منذ عقود جهدًا أكبر لتأليف هذا السجل المرئي.
عام 2014، تضمّنت سلسلتهما المشتركة “Brave Beauties” نساءً متحولات جنسيًا وأخريات غير ثنائيين شاركن في مسابقات ملكات الجمال لمجتمع الميم أقيمت في جنوب إفريقيا، مع التقاط صور لكل منهن داخل استوديو متنقّل.
عندما صورت موهولي كل متسابقة على حدة، قلن إنهن يفكرن بأمور عدة وهنّ يقفن أمام الكاميرا، متخذات وضعية الثقة بالنفس.
وأضفن: “أنا أنهي استعمار كل البنى المكرسة سابقًا، والتي ستأتي بعدي”.
وخلصن إلى أنّ “الأهم من ذلك، تأكيد الهوية، من خلال القول، أنا هنا.. وهذا زمني. وما من أحد يمكنه القول لي إنني أقل جمالًا من أي كائن آخر لأن هذه أنا”.