اسامة الراميني يكتب: طلال أبو غزالة رجل استمع له العالم
طلال أبو غزالة رجل أعمال بثوب مفكر ، الزمن بالنسبة إليه ليس رقماً بقدر ما هو إحساس كما قال ذات يوم الروائي الكولمبي ماركيز في رواية الحب في زمن الكوليرا عندما وصف الزمن بأنه إحساس وشعور أكثر من أنه رقم وعدد ، ولا يعني هنا أن طلال أبو غزاله الذي دخل في العقد الثامن من عمره وهو في قمة حماسه وحيويته وصفاء ذهنه وتمام رؤيته سوى أن الزمن مجرد آلة ليس أكثر ، فالفكر نضج وما زال يكبر حتى أصبح طريقة ونهج .
أبو غزالة مؤسس ورئيس وقائد ومعلم ، فهو جبل فكر وهرم معرفة بات رقماً صعباً في مجال عمله الخاص في الخدمات المهنية والمحاسبية والإستشارات الإدارية والملكية الفكرية وتقنية المعلومات والترجمة في المنطقة العربية وخارجها لدرجة أننا بتنا نفتخر بوجود رجل تخطى الحدود الإقليمية باتجاه العالمية .
كتبوا عن هذا الرجل الكثير الكثير، منهم من وصفه برجل من المستقبل بدأ من المعاناة إلى العالمية وصعد السلم حتى وصل القمة ، سكن المعرفة وسكنته فأصبح مفكراً فيلسوفاً عالماً عصامياً مدججاً بالشهادات والأوسمة والإنجازات ، وهذا لم يأت بسبب فصيلة دمه أو جيناته أو حتى لون عيونه بل بسبب برامجه وكتبه وشخصيته ومؤلفاته التي ساعدته في الحصول على أوسمة من كل دول العالم ودروع وجوائز ذهبية وشهادات فخرية وقلائد من كل المنظمات الفكرية والعالمية بالمنطقة .
أبو غزالة طلال بات وقفاً أردنياً فلسطينياً عربياً أممياً يحمل على عاتقه مهمة دولية وكأنه يونيسكو أو يونيسيف أو أوسكار أو حتى جامعة الدول العربية ، يقول كلمته بشجاعة ويدافع عن وجهة نظره .. لا يخشى أبداً من ماضي حوله إلى مستقبل فهو ابن النكبة التي كانت دافعاً لتجعله رجلاً طموحاً مدافعاً شرساً عن قضيته بذكاء وشرف ، فهو محامي القضية بالفكر والطريقة والخط والنهج والحياة ، منها دخل إلى العالم من أوسع أبوابه وشكل مراكزاً وكليات ومنظمات هدفها تعزيز الفكر وتأصيل النهج وتأطير الإدارة والحفاظ على الجودة في التعليم ، فكان مطلوباً لكل من عرفه سواء فرداً أو مجتمعاً أو دولة أو منظمة ، فهو رئيس فخري لمجلس التحضر المستدام وفي الشبكة العالمية للتقنيات الرقمية ورئيس التحالف العربي لصناعة الخدمات ورئيس فريق منتديات ومراكز بحث ومؤسسات منتشرة في كل قارات العالم ، أي رجل هذا الذي يعطي في هذا الزمن وفي هذا العمر وهو يشعر أن ما زال لديه ليعطي فهو في بداية الطريق وبداية الخير مع كل إشراقة شمس وصباح جديد .
الدكتور أبو غزالة يعرف ماذا يريد لأنه يعرف الطريق ، فالرؤيا واضحة والهدف مرصود دوماً ، يعرف كيف يخاطب العالم ومتى يخاطبه وبماذا يخاطبه ، فمثلاً عندما كان يقدم ومضات على روسيا اليوم كان العالم أجمع يستمع له وكأنه كيسنجر السياسة ومانديلا الصمود أو ثائر مثل جيفارا ، كلماته منتقاة بعناية وتشخيصه للواقع حقيقي وطبيعي مثل طبيب أعصاب ، قال كثيراً واتهمه البعض بالتشاؤمية والسوداوية ، فكان ممثلاً للواقعية والمستقبلية وكأنه قارئ كف أو عراف مغربي سبق العالم في توقع الحدث ورصد ارتداداته ، وما يجري اليوم حقيقة كان أبو غزالة قد أشار إليه أو نبه منه وحذر إليه ومنه وهو من طرق وقرع جرس التكنولوجيا عن بعد والصراع العالمي وثنائية القطب في الكوكب وضرورة حسم الصراع عبر الجلوس على طاولة المفاوضات ، الأمن الغذائي والملكية الفكرية ، الاقتصاد الرقمي ، الذكاء الاصطناعي ، ولا ننسى هنا أن نذكر بأن أبو غزالة يؤمن بضرورة أن تسامح عدوك يوماً مع شرط أن لا تنسى اسمه وهذا كلام هام وخطير ويحتاج إلى بحث ووعي أكبر لتطبيقه .
“النجاح يتطلب السعادة” كما أن أقوى سلاح في العالم هو ما يؤكد عليه أبو غزالة بأنه المحبة التي تملؤ قلبه ويعيش بها متنقلاً في فكر العلاقة الانسانية ولا يبكي على أطلال المعاناة التي يعتبرها أحياناً أنها نعمة إن صح استثمارها واستغلالها لخلق فرص وتحدي خصوصاً إذا ارتبطت بالتخطيط البعيد والرؤيا وتنظيم العمل بما يحقق الأهداف والغايات نحو القمة .
أبو غزالة الإسم الحركي للعزيمة والإصرار ويؤمن بما قاله أديسون يوماً “أنا لم أفشل” أنا ببساطة وجدت عشرة حلول لا تعمل ، ليس هذا فحسب فالرجل يؤكد دوماً بأن لاشيئ في هذا العالم يحل محل الإصرار فهو عنوان لأبو غزالة الذي لم يعتمد يوماً لا على اسم أو دين أو جنسية أو دم أو مصالح أو حتى لوبي يدعمه ، حيث كان دائما وبكل وقت يتخطى العقبات بكل إصرار وعزيمة وقوة ومنعة ، استخرج من ذاته قوة إضافية وفاز في المباراة والنزال حيث وجد أن هناك متعة في القتال لأنها تكمن في الفوز هذا باختصار أبو غزالة الذي يتعرض بين الحين والآخر إلى حملات مشبوهة منظمة مدروسة من كل مكان في الداخل والخارج من الأرض والفضاء حتى يهدموا مكانته ويبعثروا فكره و”يخربطوا” أولوياته ويفجروا إنجازاته ويطمسوا بصماته ولكن هيهات هيهات فنابليون بونابرت قال ذات يوم وهو بالمناسبة عسكري وليس لديه حقوق ملكية فكرية قال بأن كلمة مستحيل لا توجد إلا في قاموس الضعفاء ، فهذا الرجل ما زال يقف على قدميه وبصره إلى السماء حيث العلو والإرتقاء والسمو …. ويا جبل ما يهزك ريح .