هل تسبب درجة الحرارة المرتفعة أضراراً للمخ؟
تنظيم درجات الحرارة في الجسم من العمليات الحيوية والخطيرة، التي تحتاج إلى تكاتف الكثير من أجزاء الجسم لتنظيمها.
لذا، إن ارتفاع درجة حرارة الجسم، هو وسيلته الدفاعية للتخلص من العدوى، والاستجابة للالتهابات، لعدم تهيئة الجسم للمزيد من وجود الجراثيم والتخلص منها في أسرع وقت، وكلما كان التعامل مع السبب أسرع، كانت الأضرار الواقعة أقل.
إصابة الجسم بالحرارة هي رد فعل من الجهاز المناعي، لكي يجري التغلب على الخطر الموجود في الجسد، فحدوث التهابات أو عدوى يحفز الجسم على إفراز بعض المكونات التي تساعد على انتصاره، وتخلصه من الخطر المحدق به، هذا ما لم يكن ارتفاع الحرارة ناتجاً عمّا يُسمى “ضربة الشمس”، التي تسبب مضاعفات في المخ قد تستمر لفترات طويلة أو دائمة.
السبب في ارتفاع درجة الحرارة، فإذا كان الارتفاع ناتجاً عن التهاب أو عدوى، فارتفاع درجة الحرارة لن يؤدي إلى ضرر دائم في المخ في معظم من الحالات، لكن هناك بعض المضاعفات، مثل: ضعف القدرة على التعرف إلى الأشياء المحيطة، الهياج، النوبات، عدم الثبات، اضطراب في الوعي، والخمول الذي قد يصل إلى الغيبوبة، وقد يستمر لفترات قليلة تصل إلى ساعات، وتختفي بعد ذلك مع اختفاء درجات الحرارة المرتفعة، وأهم تلك المضاعفات:
الهلوسة وارتفاع درجات الحرارة:
الهلوسة هي العرض الأشهر لتأثير ارتفاع درجات الحرارة في المخ، ويمكن أن تكون بصرية أو سمعية، حيث يرى المصاب أو يسمع أشياء غير موجودة، وعلى الرغم من أن الهلوسة قد تبدو مخيفة، فإنها لا تمثل خطراً كبيراً على الحياة، أو عَرَضاً دائماً مادام قد جرى التوجه للمساعدة الطبية، وعلاج السبب الناتج عن ارتفاع درجة حرارة الجسم.
– الخلل الذهني واضطراب الوعي:
يتمثل بعدم القدرة على الانتباه أو حل المشكلات والفهم والتفكير والتذكر، ويرجّح أن تلك المشكلة تحدث عندما يفقد الجسم ما يزيد على كيلوغرام واحد، ما يرجح أن سبب ذلك الخلل الذهني هو الجفاف الذي يحدث، وبتجنب الجفاف، يتجنب المريض تلك المشكلة بنسبة كبيرة جداً، لكن تلك المضاعفات تختفي مع الوقت، وتبقى بعض التأثيرات الدائمة التي عادة تكون نتيجة التعرض لضربة شمس.
وتكون هذه التأثيرات، مثل: النزف، تورم أنسجة المخ، نقص التروية الشريانية للمخ، تغيرات ضمورية تؤثر في شكل المخ التشريحي، وأصعب تلك المضاعفات حدوث نزف، ما قد يؤدي إلى الوفاة.
وليس هناك سبب واحد يرجِّح حدوث الضرر الواقع على المخ، لكن يمكن القول بأنّ ذلك ناتج عن أسباب عدة، هي:
– تأثيرات في أنسجة المخ: نقص التروية الدماغية، وحدوث التهابات، وتورم في أنسجة المخ، وتلف في الأوعية الدموية الدماغية.
– تأثيرات في الجسم بشكل عام: تغيّرات في تدفق الدم تجاه المخ، تسمم في الجسم وانتقال البكتيريا من الجهاز الهضمي تجاه المخ.
– تأثيرات في خلايا المخ: تلف غشاء الخلايا، والميتكوندريا، والحمض النووي.