ماجد القرعان ( العبيدين ) يكتب : دكاترة العبيدات ومكمورة حرتا
سخر البعض من قيام كل من معالي الدكتور نذير عبيدات رئيس الجامعة الأردنية وابن عمومته معالي الدكتور محمد طالب العبيدات رئيس جامعة جدارا برعاية افتتاح مطعما للاكلات الشعبية التراثية مثل ( المكمورة و كباب عبيدات ) الذي حمل اسم بلدة (حرتا ) .
ولمن يجهل بلدة حرتا وأخواتها من قرى العبيدات فهي بلدة اردنية تقع في الخاصرة الشمالية للمملكة وجاء اقامة المطعم بمبادرة من شباب عشيرة العبيدات احدى عشائرنا الأردنية ذات التاريخ المجيد والعريق والذين يلتقون عند جد واحد مع ابناء عشيرة العبيديين احدى اكبر عشائر محافظة الطفيلة وفق بحث اجراه الدكتور سليمان عبيدات في كتابه ” التطور الحضاري لقضاء بني كنانة” .
العبيديان نذير ومحمد مع حفظ الالقاب لم يصلا الى ما وصل اليه من مناصب رفيعة جراء توريث أو تنفيع كما الكثيرين الذين يهبطون على المناصب دون ( احم أو دستور ) وهما من رحم المعاناة كما العديد من ابناء العشائر الاردنية الذين وصلوا الى ما وصلوا اليه بجد وكفاح ويحضرني هنا الرمزية التي قصدها الدكتور نذير خلال كلمة القاها مؤخرا في حفل تخريج فوج جديد من طلبة ام الجامعات الأردنية حيث قال ” اجمل اللوحات التي عشقتها وسأبقى اعشقها ما حييت هي صورة يد فلاح في بلدي هشمتها غمار القش وسنابل القمح وحصاد الحقل .. انها صورة يدي أبي رحمه الله ” .
ولمن سخروا من خطوة ( العبيديين ) في رعاية افتتاح مطعم حرتا اقول ان خطوتهما تحمل رسالة غاية في الأهمية لدفع شبابنا الى قيم العمل والانتاج وقد باتت الوظيفة العامة ملجأ للعاجزين وهي خطوة تُسجل في ميزان حساناتهم وتؤكد ان المواطنة الصادقة ليست شعارات وتنظير بل عمل وانجاز يُجسد معاني الإنتماء والولاء لثرى الوطن الذي نعشق وترجمة لما ينادي به جلالة الملك عبد الله الثاني لدفع الشباب لكي يتحملوا مسؤولياتهم في بناء مستقبلهم في ضوء المتاح من واقع وامكانيات كما ان خطوتهم تأتي تجسيدا للمثل الدارج ” اللي ما فيه خير لاهله مافيه خير للناس” .
وعودة على بدء بخصوص اصول ابناء عشائر العبيدات بحسب ما اورده الباحث الدكتور سليمان عبيدات وأكده مؤرخون أخرون فان عشيرة العبيدات تنحدر من قبيلة بني إبراهيم التي تتخذ من ينبع على البحر الأحمر موطناً لها، وأن جد العبيدات الأول واسمه عبيد، وشقيقه حمد، انتقلا من ينبع، ثم التحق بهما ثلاثة من أشقائهم هم: حمدان ومحمد ومصطفى، واختار عبيد الانتقال إلى الطفيلة، لكنه توفي في الطريق، فانتقل ولده أحمد مع عمّه حمد إلى شمال الأردن واستقرا في كفرسوم لتتشكل من أعقابهما عشيرة العبيدات وانتقل شقيق عبيد “مصطفى” إلى محافظة الطفيلة جنوب الأردن، لتتشكل من أعقابه عشيرة العبيديين التي ترتبط بعلاقة أبناء العمومة مع عشيرة العبيدات، فيما رحل محمد إلى طرابلس الغرب في ليبيا لتتشكَّل من أعقابه عشيرة تعرف باسم الجعافرة وتنتشر عشيرة العبيدات في أنحاء عديدة من شمال الأردن وتتركز أكبر تجمعاتها في منطقة بني كنانه(الكفارات) , ويغلب على العديد من المدن الصغيرة والقرى وجود كثيف لعشيرة العبيدات مثل كفرسوم وحرثا والرفيد وحبراص