مهدي مبارك عبد الله يكتب: حماس والجهاد وحدة الدم والهدف والمصير
بعدما خرجت بعض الأصوات من جماعات الأبواق الصفراء وحشرات الذباب الالكتروني التي شككت بدور حركة حماس في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي في الحرب الأخيرة على قطاع غزة واتهمتها بالتخلي عن دعم واسناد مقاتلي حركة الجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة الأخرى كما حملت سرايا القدس المسؤولية المباشرة عن استشهاد عدد من المدنيين الأبرياء ضمن سعيها المشبوه ومحاولتها الخبيثة
لغرس بذور الفتنة والانقسام التي سارع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة الى وأدها واجتثاثها قبل وقف إطلاق النار حين شدد على وحدة المقاومة في تصريحاته المتوالية ( نحن والاخوة في حماس في تحالف مستمر وحماس بقوتها كانت حاضنةً ومساندة وحامية لظهر حركة الجهاد خلال العدوان الأخير على غزة ) فيما رأت حماس أن العدوان كان اعتداء اجرامي جبان على الشعب الفلسطيني الاعزل
حركتي حماس والجهاد وضمن رديهما المباشر على الاحتلال وأعوانه وبعض المرجفين الذين أثاروا الشبهات والشكوك حول تراجع علاقة حماس بالجهاد الإسلامي بعد العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة وتحقيقا وتعزيزا لوحدة المسار والمصير جاء الاجتماع الفصائلي الثنائي الذي عقد بينهما مؤخرا بحضور قادة كبار سياسيين وعسكريين وأمنيين من الحركتين
حيث حمل اللقاء العديد من الرسائل والدلالات في مقدمتها اتفاق الطرفين على تعزيز أوجه العمل المشترك وتفعيل اللجان المتخصصة بين الحركتين في المستويات السياسية والعسكرية والأمنية والتركيز المشترك على نقض دعاية كيان الاحتلال التي حاول من خلالها عزل حماس وجناحها العسكري كتائب القسام عن المعركة الأخيرة ( وحدة الساحات ) التي استمرت من 5 الى 7 آب 2022 حيث زعم الاحتلال خلالها أن عدوانه استهدف حركة الجهاد الإسلامي فقط فيما على ارض الواقع سقط العديد من المدنيين والأطفال الابرياء حيث استشهد 17 طفلاً وأصيب 111 آخرين
اللقاءات التنسيقية والتشاورية بين الحركتين جاءت في لحظة حرجة وحساسة حيث واجهت وبشكل حازم الشائعات الإعلامية المغرضة التي انتشرت خلال الحرب وبعدها والتي ادعت أن الجهاد الإسلامي خرجت من الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية وجمدت كل اشكال التنسيق والتواصل مع حركة حماس وهو ما دفع مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب للتوضيح بأن هذا اللقاء الاخير ليس منفصلاً عن سابقه وأن لقاءات الغرفة المشتركة كانت في انعقاد دائمٍ خلال المعركة ولم يكن هناك اي قطيعة بين الحركتين وان الحوار والتنسيق استمر مع حماس والفصائل الاخرى حتى في اشرس واقصى لحظات العدوان حين تعمد الاحتلال صنع شرخ واثارة الشكوك والخلافات بين حركات المقاومة لإضعاف الجبهة الداخلية
من جهة أخرى اللقاء بين الحركتين تثبت قواعد الوحدة وتطوير القوة وتعزيز المقاومة وأعادت رص صفوف الجناحين السياسي والعسكري وضبطت البوصلة نحو الاحتلال ومواجهته حتى تحرير القدس وكل الأرض المحتلة وفي هذا الخصوص رأت العديد الأوساط الفلسطينية أن حماس والجهاد أكدتا أنهما متوافقتان في الميدان وكذلك في السياسة واستطاعتا أن تنجحان في اختبار وحدة الصف والرد الموحد وأن أي عدوان مقبل على غزة سيواجه بالرد الموحد من جميع فصائل المقاومة التي تعمل معاً في مواجهة الاحتلال وفي مقدمتها كتائب القســام المظفرة وسرايا القدس البطلة
البيان المشترك الذي صدر يوم 22 آب الماضي من قبل الحركتين أكد على عدة نقاط جوهرية لفتت الى أن الاجتماعات بين التنظيمين تعتبر نتيجة طبيعية وحتمية مهمة لوحدة الساحات وهي تأكيد دائم على التفاف الكل الفلسطيني حول المقاومة كخيار استراتيجي لا رجعة عنه كما أكد على ضرورة تعزيز التنسيق الميداني وتشكيل غرفة عمليات سياسية موحدة تلتقي حول برنامج سياسي مشترك يضم جميع فصائل المقاومة في إطار موحد لإدارة المعركة والمواجهة مع الاحتلال بتنسيق عال ومتقدم بين الحركتين وكافة الفصائل الأخرى إضافة الى التأكيد على ان القدس هي عاصمة فلسطين الأبدية وستبقى مركز للصراع وعنوان لوحدة الشعب الفلسطيني في كل مكان وان سيف القدس لن يغمد حتى التحرير والعودة ونيل الحقوق المغتصبة
العلاقة بين الحركتين وبما لا يدع أي مجالً للريبة والشك راسخة واستراتيجية وهي في تعاظم وتطور لخدمةً مشروع المقاومة في فلسطين المحتلة وأن أي خلاف قد يحصل في أي موقف تكتيكي هنا أو هناك لا يمكن أن يمس جوهر هذه العلاقة وتطورها وتقدمها وأننا في هذا المقام ندعو الحركتين إلى التماسك النضالي وحدة الصف وتطوير التنسيق وتعزيز روح المقاومة والتأكيد على شموليتها في كل الأماكن والظروف ضمن إطار الغرفة المشتركة
ما يجمع بين حماس والجهاد الإسلامي أكبر مما يتصوره المنافقون والمتآمرون على قضيتهم ووطنهم في دهاليز التنسيق الأمني المشين وهذا بالضبط ما رسخته حركة حماس وهي تقود مشروع المواجهة وإدارة المعركة التي وفرت فيها بيئة حاضنة للعمل المقاوم من خلال تأكيدها الثابت على ترابط الساحات والجبهات وحرمة الدم الفلسطيني ورفض الانجرار إلى مربع الانقسام وتعزيز وحدة العمل الكفاحي المسلح ورص صفوف المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني
في الأيام القليلة الماضية بذلت الماكنة الإعلامية الصهيونية كامل قدرتها لإحداث شرخ بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي من خلال استهدفت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة بالعديد من الأخبار والتصريحات المفبركة والكاذبة وقد ساوقتها وساندتها بعض اصوات النشاز الدخيلة في التغطية على الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني رغم ان هذه الفئة العملية باتت منعزلة عن الموقف الوطني الذي يدحض مخططات الاحتلال في ظل تعاظم الفهم العام ومواجهة كي الوعي الصهيوني الذي يمارسه عبر إعلامه المسموم ويستهدف به مفاصل المشروع الوطني المقاوم ودعائمه الرئيسية
بالتدقيق في مضمون الإعلان المشترك الذي حمل توقيع الحركتين ( حماس والجهاد الإسلامي ) نجد انه مثل حالة وطنية متميزة فها هما من جديد يوثقان العهد ويكسران حاجز اللبس والغموض والصمت برؤيتهما الواضحة والمشتركة في مقاومة الاحتلال عبر كافة أشكال المقاومة وإعادة بناء الوحدة التي على أساسها نشأت غرفة العمليات المشتركة وشكلت حاضنتها الشعبية وأثبتت مفاعيلها الوطنية ومركباتها التنظيمية كما عززت القواسم المشتركة وهيئت الأجواء نحو توجيه البوصلة باتجاه المحتل وتثبيت قواعد الاشتباك والعودة إلى الاحتكام للتوافق الوطني وفق ما تتطلبه الحالة الفلسطينية الراهنة والمستقبلية خاصة بعد ما فشل الاحتلال في التغلغل بين صفوف فصائل العمل الوطني وخسر كل محاولاته لضرب عمقها وتحطيم بنيتها الشعبية التي تحتضن وتدعم مشروع المقاومة
الرسالة الوطنية الصادقة التي يجب ان يطمئن لها أبناء الشعب الفلسطيني في الوقت الذي تسعى فيه بعض الأطراف الى النيل من المقاومة ومن حركة حماس على وجه الخصوص على خلفية موقفها المدروس بحكمة في معركة وحدة الساحات هي ان الاحتلال وأعوانه لن ينجحوا في النيل من وحدة المقاومة وفصائلها المختلفة وأن حماس والجهاد لم ولن ينقطع التواصل بينهما وأن الغرفة المشتركة ستبقى صمام أمان ورأس مال الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه ورد العدوان الاسرائيلي وأن الحركتين تعملان بتنسيق مستمر وتعاون مشترك في كافة المجالات السياسية والعسكرية والأمنية
الثبات على مبدأ الوحدة الوطنية ومواجهة كافة القوى الدخيلة التي تحاول إفشال روابط المقاومة بكل تشكيلاتها القتالية وحاضنتها الشعبية هما الخياران الأقرب لقهر ودحر الاحتلال ورسم خارطة الوطن بفوهة السلاح ووحدة الدم والوفاء بالعهد فلا صوت يعلو فوق صوت البندقية ولا قواعد او معادلات للعدو في ميدان المواجهة امام إرادة وعزيمة المقاومين ولن يعيش الاحتلال أي مستوى من الأمن او يتنفس الاستقرار على أرض فلسطين مادامت مغتصبة وأهلها مشردون
حركة حماس بما تملك من وسائل إعلام تصدت بقوة ومنطق للرواية الصهيونية الكاذبة وساهمت في توحيد الصف الفلسطيني والحفاظ على مشروع المقاومة حيث كانت على تواصل دائم وتنسيق متكامل مع قيادة حركة الجهاد الإسلامي من أجل إفشال المخطط الصهيوني الذي يهدف إلى تفتيت المقاومة وتشتيتها كما كانت كذلك حركة الجهاد وبكل مسؤولية تنكر وتكذب الرواية الصهيونية منذ اليوم الأول للعدوان على لسان قادتها وفي مقدمتهم أمينها العام النخالة الذي أكد أن مستوى التنسيق بين قيادة حماس والجهاد في أعلى مستوياته
اللقاءات والاجتماعات التي جرت وبيانات التفاهم والتعاون المشتركة التي صدرت من الحركتين كانتا تحملان في طياتهما رؤية وطنية متكاملة في مختلف الجوانب السياسة والعسكرية والأمنية حيث قطعت الطريق على كل أبواق الفتنة التي حاولت الإساءة للحركتين ولوحدة المقاومة ومشروعها النضالي وهي في ذات الوقت رسالة قوة للاحتلال مفادها بأن المقاومة موحدة والرهان على عزلها وتجزئتها محاولة فاشلة لن يكتب لها النجاح وهو ما قظ مضاجع قادة الاحتلال واثار المخاوف في نفوس قطعان المستوطنين فضلا عن ارتال العملاء والمأجورين الذين يدورون في فلك الخيانة ويساهمون في اعتقال المقاومين وتعذيبهم في سجونهم الوحشية