ندوة ثقافية حول “الرواية وأثرها في المشهد الثقافي” في معرض عمان الدولي للكتاب
عمان 9 أيلول- اتحاد الناشرين- عقدت ضمن البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب الذي يقيمه اتحاد الناشرين الاردنيين بالتعاون مع وزارة الثقافة، مساء أمس الخميس ندوة بعنوان “الرواية وأثرها في المشهد الثقافي” بمشاركة روائيين أردنيين.
وشارك في الندوة التي أقيمت في قاعة الندوات في المركز الأردني للمعارض الدولية- مكة مول، وحضرها عدد كبير من جمهور معرض عمان، وأدارها هاشم غرايبة، كل من : جلال برجس، وسميحة خريس، وايمن العتوم.
وتحدث الروائي برجس في مداخلته عن جهة الكاتب كمنتج للنص، وجهة القارىء، وقال إن هناك نهم في قراءة الرواية العربية اثار حفيظة الكثير من النقاد، وأن هناك تراجعا في الأشكال الادبية الأخرى، ولكن ليس لدينا دراسات او ارقام توضع سبب الاقبال او حتى سبب التراجع.
وشكك في نسبة الارقام التي تقوم ان نسبة القراءة متدنية، مبينا أن هناك تزايد في اعداد القراءة بشكل مستمر إذ ان هناك اكثر من 100 نادي قراءة في الاردن، وهناك نشاط مستمر للندوات والأنشطة التي تعنى بالرواية التي تعبر مستودعا لكل اشكال الفنون الأدبية التي تمد القارىء بذخيرة معرفية، صاحب ذلك اقتراب للقارىء من الرواية العربية عموما بفعل انه وجد لنفسه في رواية او سردية ما.
وأضاف برجس ان العلاقة بين القارىء والرواية علاقة انتاج واعادة انتاج النص، كما ان تاثير الرواية في الوسط الثقافي من جهة الكتاب الذين يقرأون لبعضهم البعض بدون افصاح في بعض الاحيان، مبينا أن الروائي نتاج خبرة حياتية، واطلاع الكاتب على نماذج غيره من مخزون سردي.
وبين ان الرواية أصبحت تقترب من هموم الناس، وتصور مستويات جديدة، وتطرح أسئلة، ولكنها في الوقت لا تقدم الحلول.
أما الروائية خريس فقالت إن في كل داخل روائي هناك بذرة، وأنا أقرأ العالم من زاويتي، وأعبر عنه، وأنقله للاخرين، وأصنع لهذا الفكر مريدين.. ونفرح للانتشاء بالقراء. وأكتشفنا ان الرواية لا تغير كثيرا بل ترصد ما يقع..
وأضاف ان هناك اعمالا روائية حملت امنيات واستشراف للمستقبل، إلا أننا ندرك ان الكتاب وحدة لن يقوم بالتغيير الذي نتمناه، والشعوب تحتاج الى سردية تمثلها وقد تحدد ذلك في الرويات التي تدافع عن قضاياهم، كما أن تأثير الروية على النخبة والمشهد الفكري ما زال يحتاج للكثير، وهناك عدم مواكبة من قبل النقد، والمشهد النقدي لذلك نجد أن هناك اعمالا لا تصل للقراء، وترى اعمال بسيطة تنفذ للمشهد ورواج عمل معين دوا اعمال اخرى.
وأشارت الروائية خريس اننا علينا مواصلة الكتابة لاننا وصلنا الى نقطة اللاعودة ، وهناك من يعلن استقالته من الادب لانه لم يحقق التأثير الذي يرده، كما أن هناك تاثيرا للقراء في مجتمعات محلية لم نتوقعها، وشكلت لدينا مفاجأة بوجود سيدات يقرأن ويبحث عن السردية، وهناك اقبال من قبلهم على شراء الأعمال الروائية.
وتحدثت عن انحسار نسبي لدور المؤسسات الثقافية او تلك التي تمثل الثقافة مثل: وزارة الثقافة، ومؤسسات عبد الحميد شومان، وامانة عمان الكبرى، في رعاية المشهد الثقافي، وعن تأثيرات الرواية في الاستفادة من الناحية المعرفية من خلال اضافة معلومات طبية مثلا، او معلومات تتعلق بانتاج العلوم، مبينة ان الرواية أصبحت تغطي النقص الحاصل في ضعف المناهج الدراسية، والضعف الذي يظهر في الجانب الاعلامي، والرواية تتقدم شيئا فشيئا، وهذا لابد أن تظهر نتائجه للقراء.
من جهته، تحدث الروائي العتوم عن اهتمامه بالتجربة الابداعية لدى الكثير من الكتاب الاردنيين والعرب، مشيرا الى ان لغته الشعرية تسيطر على كتابته للرواية، وتأثير الرواية على القارىء، وان السردية كذلك موجودة في القصيدة.
واشار إلى أن الرواية فن حديث بالشكل الذي استقر عليه، وانها في شكلها الحديث قديمة، وليست جديدة، مبينا أن الرواية تؤطر وتفكك مجتمعات بحد ذاتها، وتستطيع ان تأثر تأثيرا عظيما على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وان هناك روايات وضعت قواعد لا يمكن أنتنسى في التاريخ مثل رواية الحب والسلام.
الروائي غرايبة كان قد استهل الندوة، بالقول ان الرواية ظاهرة عالمية انعكست عربيا، واصبح الرواة الشباب العرب يأخذون مكانتهم في الثقافة العربية بشكل واضح مثل برجس والعتوم وغيرهم، وهما نموذجان شاهدان على أثر الثقافة العربية وأثر الرواية على الكتاب بشكل عام.
وأشار إلى أن هناك توجه من قبل الشباب الى كتابة الرواية، وهناك تحول من الشعر ومن القصة الى الرواية من قبل الكتاب الكهول التي أصبحت المؤثر الرئيسي في الثقافة العربية.
وبين أن مواقع التواصل الاجتماعي فرضت نوعا اخر من الرواية وهي الرواية الرقمية او التفاعلية التي أحدثت شكلا اخر في الثقافة التفاعلية، أضافة الى دخول العلوم الاخرى عالم الرواية التي هي حضارة في جذور الثقافة العربية، وممتدة الى عصرنا مع تغير شروط الرواية والسرد ككل.