يسرى أبوعنيز تكتب: شفابدران الحبيبة… حزينة
حزينة كما هو الحال بالنسبة لأبناء المنطقة، على ما يجري،وجرى في مسقط رأسي ..شفابدران الحبيبة..حزينة على الوضع الذي وصلت إليه من تواجد كثيف للقوات الأمنية على خلفية الأحداث التي وقعت فيها،والتي جاءت على خلفية مقتل الشاب محمد عباس الحجاج على يد أحد أبناء المنطقة.
وحزينة على ما وصلت إليه الأحوال في بلدتي الحبيبة..
وعلى الشباب الذي يتم قتلهم بين كل فترة على يد واحد من شباب المنطقة ،او من خارجها..
يُقتل هؤلاء الشباب في عز شبابهم فتيتم الأبناء ،وتترمل النساء ،وتموت الأمهات والأباء قهرا على فلذات أكبادهم حزنا..
يُحزني ما يجري في مسقط رأسي ..قوات للدرك تنتشر على مداخل شفابدران بعد وقوع جريمة القتل التي وقعت في المنطقة قبل أيام،ولتزداد التعزيزات الأمنية فيما بعد تزامنا مع العطوة العشائرية التي تصل لنتيجة..
واليوم فإن شفابدران اشبه بثكنة عسكرية بعد نشر القوات الأمنية على جميع مداخلها…بعد الأحداث المؤسفة التي نشبت بين أبناء المنطقة..وأبناء عشيرة بني حسن الناتجة عن تصرفات غير مسؤولة من قبل بعض الأشخاص ،وحرق ديوان عشيرة الحجاج في منطقة شفابدران…
حزينة شفابدران على ما ألت إليه
الأمور فلا أهل القتيل ضُمدت جراحهم ولا أطفئت نيرانهم..ولا أهل القاتل سلمت بيوتهم وممتلكاتهم…ولا الهدوء الذي كانت تنعم به شفابدران ،ولا الألفة والمحبة التي كانت بحكم صلة القرابة،والنسب والجيرة عادت على المنطقة وسكانها..
حزينة على الوضع في شفابدران حد الألم..لأن ما يحدث وحدث مؤلم فمن كانوا جيران الأمس أصبحوا أعداء اليوم ،حتى وإن كان الوضع مؤقتا..فهذا البغض ،والأجواء المشحونة بين السكان قد ينتج عنه أمورا لا يُحمد عقباها على جميع سكان المنطقة ،وبكافة النواحي..وأهمها وأخطرها النسيج الاجتماعي في شفابدران..
العقلاء..وكبار السن وشيوخ شفابدران …بل وشيوخ العشائر في المملكة،حتى وإن فشلت الخطوة الأولى يقع على عاتقهم الكثير لحقن الدماء..وإصلاح ذات البين ،لأن عدم الحصول ععلى عطوة لا يسيء لطرف من الأطراف..فجميعهم نحترم..ونُقدر الدور الذي قاموا ويقوموا به..ونحن ضد،كما لا نريد المزيد من التوتر والخلافات،لأن أحداث الشغب لن ينجم عنها سوى المزيد من العنف بين السكان ،فلا القاتل سيعود عن فعلته،ولا القتيل سيعود سالما إلى أهله…
وعلينا حقن الدماء..لتعود الحياة لطبيعتها في شفابدران الحبيبة والتي يحكمها صلة جيرة ونسب،وقرابة ،وأخوة بين أبنائها،وكذلك الحال مع العشائر الأخرى.