يسرى أبوعنيز تكتب: جريمة وادي الرمم ما ذنب الأطفال؟
فُجعنا اليوم بتلك الجريمة البشعة التي وقعت في إحدى مناطق العاصمة عمان ،بل ذُهلنا من هول الفعلة ،بعد أن أقدم أحد الأباء على إشعال النيران بنفسه ،وبمنزله وما فيه إثر خلافات عائلية كما بينت التحقيقات ،ليجد أطفاله الثلاثة حتفهم حرقا.
أي صباح هذا الذي نستيقظ فيه على مثل هذه الجريمة البشعة ،بل هي جريمة تقشعر لها الأبدان ،وتتقطع القلوب على هؤلاء الأطفال ووالدتهم ،والمصير المؤلم الذي ألوا إليه ،بل وتنهمر الدموع عليهم حزنا،وعلى مصيرهم الذي يُصيبنا بالذهول.
فأي يد تلك التي لم يحن صاحبها على أطفاله ،ولا زوجته حتى أقدم على إشعال النيران في بيته في منطقة وادي الرمم في العاصمة عمان صباح اليوم الأربعاء ،ليخلف هذا الحريق المتعمد 3 أطفال جثث هامدة ،وحالة سيئة للأم والأب وحتى كتابة هذه الكلمات نتيجة الحروق التي لحقت بهم ،بعد أن تم نقلهم للمستشفى.
ألم يؤلم الأب قلبه وهو يقوم بهذه الفعلة ،ويحرق رفيقة عمره ،وفلذات كبده،ومنزله،ومن قبلهم نفسه صباح هذا اليوم ،فكيف لأب أن يتخلص من أسرته بهذه الطريقة البشعة ،ألم تمنعه براءة الأطفال الثلاثة ،والذين من المؤكد أنهم كانوا نائمين في وقت ارتكاب الجريمة ،واشعال النار ،فحتى أحلامهم لم تكتمل بسبب هذه النيران التي قتلت أحلامهم قبل أن تقتلهم.
وأي خلافات تلك التي تجعلنا نقدم على قتل أسرنا بهذه الذريعة ،وأي خلافات تلك التي تجعل أطفالنا وشبابنا يدفعون ثمنا لها..فاليوم كان حرق أسرة بأكملها في حين لم يمر أسبوع أيضا على جريمة راح ضحيتها أم وابنها على يد الأب نتيجة للخلافات الأسرية أيضا.
ويا لفظاعة الموقف و الجريمة..ويا لهول الوضع..فهل أصبحت حواصلنا ضيقة لهذه الدرجة ،ولهذا الحد حتى أصبحنا لا نحتمل بعضنا البعض ،ولا نجد سوى القتل لحل خلافاتنا..بل أصبحنا لا نُجيد سواه في تعاملنا مع بعض بصرف النظر عن صلة القرابة ولا درجتها،ولا حتى السبب لإرتكاب هذه الجريمة.
عزاؤنا للوطن وليس لغيره ،لكثرة الفقد فيه،ولكثرة الجرائم التي باتت تهزنا لقسوتها وفظاعتها،فلا يكاد يمر يومًا دون وجود جريمة ،وأقل ما يمكن أن يُقال عنها أنها بشعة بكل المقاييس.