الطفلة نوال ضحية الخادمة … قتلتها وهي نائمة
أصدرت وزارة الداخلية السعودية بياناً بشأن تنفيذ حكم القتل حداً بالخادمة الإثيوبية والتي قتلت الطفلة نوال أثناء نومها وذلك بطعنها عدة طعنات في أنحاء متفرقة من جسدها.
وجاء في البيان: “بفضل من الله تمكنت سلطات الأمن من القبض على الجانية المذكورة، وأسفر التحقيق معها عن توجيه الاتهام إليها بارتكاب جريمتها، وبإحالتها إلى المحكمة الجزائية صدر بحقها صك يقضي بثبوت ما نسب إليها, والحكم بقتلها حداً لقتلها المجني عليها غيلة، وأُيد الحكم من محكمة الاستئناف ومن المحكمة العليا, وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعاً، وأُيد من مرجعه بحق الجانية المذكورة. وتم تنفيذ حكم القتل حداً بالجانية فاطمة محمد أصفاو اليوم الأحد 6 / 3 / 1444هـ الموافق 2 / 10 / 2022م بمدينة الرياض بمنطقة الرياض”.
وسجلت والدة الطفلة نوال القرني، التي هزت قضيتها مشاعر السعوديين قبل أربع سنوات بعد مقتلها على يد خادمة، تاريخ 2 أكتوبر 2022م في ذاكرتها، معتبرةً بأن هذا اليوم جاء جبراً لخاطرها وذلك بعد تنفيذ القصاص من الخادمة في الساعة التاسعة صباحاً.
حد القصاص جاء بعد ثبوت إدانة الخادمة بقتل الطفلة نوال القرني عمداً وعدواناً وغيلة بطعنها عدة طعنات وهي نائمة في مأمن منها، لا تخشَ غائلتها والإجهاز عليها عند محاولتها الفرار منها بطعنها عدة طعنات في أنحاء متفرقة من جسدها، مما أدى إلى وفاتها، وطعن شقيقها علي بسكين في مواقع متفرقة من جسده بقصد قتله. وقد صدر الحكم بقتل المدعي عليها فاطمة محمد اصفاو بحد الغيلة.
ونقل موقع “العربية.نت” عن والدة الطفلة نوال قولها : “الله عوضني بدل الصبر، وجبرني بعد التعب، وأسال الله أن يعوضني ويصلح لي عيالي ويجمعني بنوال في جنات النعيم، وسأظل أتذكرها طوال حياتي، فهي غصة، والحمد لله من قبل ومن بعد”.
انتظار القصاص
وفي التفاصيل التي سردتها والدة الطفلة نوال، أشارت إلى أنه لم يهدأ لها بال طوال تلك السنوات، وهي تنتظر القصاص من الخادمة التي قتلت ابنتها بطريقة بشعة، وكانت تتابع القضية في وزارة العدل ومع القضاة، وتطالب بالقصاص وتكثر من الدعاء بأن يعجل بالحكم على قاتلة ابنتها.
وتابعت الحديث: “اليوم مر على وفاة ابنتي نوال 4 سنوات و3 أشهر، وطوال تلك الفترة وأنا أتابع القضية، وتم القصاص بحد السيف اليوم الساعة التاسعة و10 دقائق في حضوري، وبأمر من وزارة الداخلية بنفس الطريقة التي قتلت بها ابنتي”.
وقالت الأم: “عشتُ ظروفا عصيبة بعد وفاة ابنتي، وكرست حياتي لرعاية ابني علي والذي كان يدرس في المرحلة المتوسطة عندما حلت المأساة، والآن في المرحلة الثانوية، كما أن الله رزقني بطفلي ريان ليكون جبراً آخر لقلبي”.
حالة من الصدمة
نوف سعد الشهراني أم الطفلة نوال ظلت في حالة من الصدمة والفجيعة والبكاء المستمر بعد جريمة قتل ابنتها على يد العاملة الإثيوبية في الرياض، فصور ابنة الـ11 ربيعاً لا تفارق عيني الأم الثكلى، وهي تتذكر صغيرتها المنحورة على يد الخادمة.
وعن تفاصيل الجريمة المروعة، تحدثت نوف التي تعمل ممرضة في مستشفى الملك سلمان في قسم الطوارئ قائلةً: “أعيش أقسى كابوس يمكن أن تعيشه أم تعود للمنزل، لتجد طفليها غارقين في دمائهما، حينها أبحث عن عذر لألوم نفسي ولا أجد شيئاً، فالخادمة تعمل عند أمي منذ عامين ونصف العام، ولم ألاحظ عليها أي سلوك أو علة نفسية”.
وعن الخادمة، قالت نوف: “كانت حنونة جداً على صغيري، وطلبت من أمي بعد أن استلمت رواتبها ألا تقوم بتسفيرها لسوء الأوضاع في إثيوبيا، وقبل موعد سفرها بيوم واحد أوضحت لي أن الأمور غير طيبة في بلدها، وأنها لا ترغب في السفر”.
وأضافت: “قبل الجريمة بيوم خرجت معها واشتريت لها أغراضاً من حسابي الخاص ولم آخذ من راتبها، ولم ألاحظ شيئاً غريباً في تصرفاتها”.
آخر لقاء.. ومشهد الدماء
وعن نوال قالت نوف: “كانت تحب اللعب بالأجهزة الإلكترونية والبلاي ستيشن، وكان آخر لقائي معها قبل خروجي إلى العمل في تمام التاسعة والربع، إذ وجدتها مستيقظة، فطلبت منها الخلود للنوم، وتركتها وذهبت للعمل، وبعد العاشرة اتصل ابني ليخبرني أن الخادمة قامت بطعنه وأخته”.
وتابعت الأم حديثها قائلةً: “خرجت من المكتب مثل المجنونة وطلبت من أحد الزملاء إيصالي للمنزل، وفي الطريق كنت أتمنى أن أركض لأستعجل الوصول، وقمت بالاتصال بالهلال الأحمر والدفاع المدني والجهات الأمنية، ووصلت إلى المنزل معهم في نفس اللحظة، لأكتشف أنني نسيت المفاتيح في المكتب واتصلت بعلي وطلبت منه أن يضغط على الجرح لحين وصولي، وقام علي بفتح الباب وهو يرى أخته خلف الباب غارقة في دمها، وبعد محاولات تمكن علي من فتح الباب لأرى أسوأ منظر يمكن أن يراه إنسان، ابنتي منحورة، فرحت أدعو الله، كما رأيتها في أسوأ منظر أن أراها في الجنة ولا أستطيع أن أقول إلا الحمد لله”.
وختمت حديثها: “يارب صبرني على فراقها، فقد كبرت معي هي وعلي، وكنا أصحابا نضحك ونفرح مع بعضنا ولم نحتج لأحد في يوم من الأيام والحمد لله على حكمته”.