الوجيز في مبادئ حقوق الإنسان المعاصرة كتاب حديث في تثقيف الإنسان بحقوقه وواجباته
د.عباس عبد الحليم عباس الجامعة العربية المفتوحة
صدرعن دار البديل للنشر والتوزيع بعمان / 2022 كتاب حديث في حقوق الإنسان وفق رؤية علمية جديدة ترى أنه لا بد أن يشمل تدريس مادة حقوق الإنسان والحريات العامة المدارس والجامعات ، وهو أمر يوجب علينا تثمين هذه الخطوة والمشاركة في البحث العلمي لتطوير قدرة الفهم والإدراك للمواطن العربي في إن يكون أنسانا حضاريا ، وقادرا على حماية نفسه من التطرف والانطواء خلف العقليات المتخلفة، ومتمتعا بحصانة مبدئية تمكنه من تلقي الأفكار النيرة والمفيدة، طارحا ما هو متناقض مع المبادئ الدينية والقيم العربية، وقادرا على التمييز ما هو صالح وما هو طالح، دون إن يغرق في وحل الآخرين ومخلفاتهم وإفرازاتهم.
وهذا بالضبط ما فع المؤلف سهيل الفتلاوي لإصدار كتابه المعنون بـ( الوجيز في مبادئ حقوق الإنسان المعاصرة ) من أجل فهم مبادئ حقوق الإنسان التي تفتح المجال أمام العيش المشترك بين الفئات الاجتماعية والدينية المختلفة وقبول الآخر والتسامح والتصرف بما يخدم المصلحة العامة الدينية والوطنية والقومية، وتجعل الفرد مدركا لحقوق الإنسان والحريات العامة، وعارفا حدودها ومضامينها واحترام حقوق وحريات الآخرين. و هذه الأمور لا يمكن إن يدركها الإنسان ذاتيا بل لا بد من البحث والتعلم في مضامينها والاطلاع على الممارسات العملية في تطبيقها بعيدا عن التعصب والتمييز العنصري والاثني والقومي والديني والعشائري، مستلهماً القيم الوطنية في قبول العيش المشترك مع الآخرين والتسامح، وهو ما يؤكده هذا الكتاب من أجل إن تكون الحياة سعيدة وهانئة ، بعيدة عن كل ما يعكر صفو الإنسان ، من أجل مواجهة المشاكل الأخرى التي تعاني منها البشرية.
والمؤلف الفتلاوي قام سابقا بتأليف العديد من الكتب في حقوق الإنسان، ولكنه وجد أن من الضرورة إن يضع كتاباً مبسطاً يتضمن مبادئ حقوق الإنسان والحريات العامة في ضوء التطورات الجديدة في هذا المجال.
ويمكن القول إنه قسم الموضوع في ضوء ما ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948، والعهدين الصادرين بموجبه، الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الحقوق المدنية والسياسية الصادرين عام 1966. وتوزع على أربعة فصول الأول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والثاني الحقوق المدنية، والثالث الحقوق الشخصية. أما الفصل الرابع، فقد أفرده المؤلف للحقوق الشخصية.
مؤكدا في كل فصول الكتاب انه لا يمكن تطبيق حقوق الإنسان إلا إذا نشرت ثقافة الآخر والتسامح، التي تعد الأساس في تطبيق حقوق الإنسان والحريات العامة.
واعتنى المؤلف بموقف الشريعة الإسلامية في مجال حقوق الإنسان والحريات العامة. بأسلوب مختلف عن ما وضعه في مؤلفات سابقة عن حقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية، من اجل إن نحكم تصرفاتنا في نطاق هذه الحقوق، بما يتلاءم مع قيمنا الإنسانية الدينية التي تعد منارا وهاجًا لمبادئ حقوق الإنسان والحريات العامة والتي ترسخ القيم الدينية القائمة على الفضلية والإنسانية، وإن الإسلام هو السياج الحقيقي لحقوق الإنسان بما وضعه من قواعد شرعية لتنظيم سلوك المسلمين داخليا وخارجيا.
وهنا يعود الكاتب إلى ما تقوله المراجع الغربية عن الإسلام لمعرفة ما هي أفكار غيرنا في فهم ديننا ومعرفة أحكامه. وقد حرص في هذا إن يكون واقعيا غير متعصب وغير متحيز. متقبلا كل نقد مهما كان مصدره وموضوعه، خدمة للعلم ، وإجلالا للحقيقة العلمية الهدفة إلى خدمة الإنسان في كل زمان ومكان .