هذا ما كتبته شقيقة الطفل محمد ريان الذي عثر عليه مقتولا
كتبت شقيقة الطفل محمد ريان الذي عثر عليه مقتولا وقالت: “فاجعة مقتل أخي محمد زيد ريان، الليلة التي لن تُنسى وستصبح ذكرى وفاة أخي السنة القادمة، يوم الخميس 10.11.2022.
عدت من الجامعة كانت الساعة 5:00 مساءً تقريبا وجدت ناس غريبين في بيتنا فعلمت أن هناك مصيبة قد وقعت لكن كان الموت هو آخر ما فكرت به، سألت ما الذي حدث؟ قالو لي: محمد زيد، لم أستطع الوقوف على قدمي قلت لهم ما به بالله عليكم أخبروني ما الذي حدث لأخي حبيبي قالوا لي لا شيء فقط في المشفى وسيعود، لم تكن هناك قوة تستطيع مواساتي لأني شعرت أن هناك حملا على صدري سجدت لله ودعوته أرجوك أحييه يا الله لا تفجع أمي وأبي. ظل الجميع يقول لي أنه بخير إلا أن وصلت الكراسي في شاحنة إلى بيتنا هنا عرفت أن الحقيقة التي حاولت تجنبها والتمسك بالآمال قد باتت سراب.
كان هذا حزن من نوع غريب وجديد مهما بكيت لم تكن قوة في الأرض لتساعدني لذا استعنت برب السماء وبقيت أقول إنا لله وإنا إليه راجعون يارب أجرنا في مصيبتنا وكنت أصرخ بصوت عالي يا الله صبر قلب أمي وأبي. رأيت دموع والدي يبكي ويقول الله يحرقهم وسمعت أمي تقول (راح الغالي يا ماما راح). صدمة كبيرة بكيت وسألت ماذا حدث كيف مات أخي قالو لي أنه وقع من ارتفاع عالي لكن حسب ما سمعت كان هناك شرطة لو وقع من مكان عالي لماذا يتم التحقيق في القضية. ساد الحزن المكان وبدا العقل يرسم سيناريوهات حياتنا بدون أخي على مائدة الفطار. عندما نذهب للمجمع للذهاب للجامعة أنا وأختي تالا يأتي معنا دوما ويجلس في المقعد الأمامي. يحب الحيوانات وصديق الجميع والأطفال يأتون للبيت من أجل اللعب معه. بكينا أنا وعائلتي.
كان الجميع يواسينا لكن لم نستوعب الأمر. بعدما أرهقنا البكاء جاء شخص يقول أن أخي قُتل على يد فتى يبلغ من العمر ١٩ عاماً وهو قريب نعرفه، صارت المصيبة مصيبتان وكنا لا نعرف ماذا نفعل هل نبكي أم نفكر بأخذ ثأره. تم حرق منزل الشاب الذي قتل أخي ولم يكون ابن خاله بل كان ابن ابن عم أمي، لكن هذا لم يطفئ نار قلوبنا. لا أعرف كيف نمنا هذه الليلة كنا نأمل أن نستيقظ ونجده معنا لكن الواقع مؤلم استيقظنا وبكينا عندما رأينا ألعابه وملابسه. اللحظة الأخيرة: وداع حبيبي محمد زيد إلى جنات الخلد ليحلق طيراً حراً. اللحظة التي كنا نخاف منها أن نرى أخي وهو في الكفن. سمعنا المنادي ينادي كل نفس ذائقة الموت انفجرنا بكاءً ، بعدها نادانا أبي لنرى أخي للمرة الأخيرة، رايت دموع الرجال قبل النساء رأيت أخي طفلا نائما لم يتغير وجهه والله كأنه نائم، قبلته وقلت له كنت سأعلمك كيف تقرأ بعد تخرجي. حبيبتي أمي دعوتِ الله أن يرزقك طفلا بعد عشر سنوات واليوم اخذ الله أمانته بعدما عشت بسعادة معه ل6 سنوات. اللهم صبر قلب أمي وابن لها بيتا في الجنة واجعل أخي شفيعا لها. إلى ابي الذي كان ياخد محمد زيد صباحاً للمدرسة كل يوم، صبرك الله يا والدي وأدخلك الجنة مع حبيبك محمد. كما ذكر أخي مصطفى نحن نطالب بالقصاص حتى لا تتكرر مثل هذه الجريمة البشعة. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها”.