صحفيون يسيئون للصحافة الأردنية في مؤتمر استضاف مدرب اسبانيا
عدي صافي
تابعت قبل قليل بقلق بعض الفيديوهات التي سجلت خلال المؤتمر الصحفي الذي استضاف مدرب المنتخب الإسباني لكرة القدم لويس انريكي.
المؤتمر والذي عُقدَ للحديث عن المواجهة التي ستجمع بين المنتخب الأردني ونظيره الإسباني مساء غدٍ الخميس، شهدَ سقطاتٍ اعلامية مدوية، تسيء لتاريخ الصحافة الأردنية، هذه الصحافة التي خرّجت أساتذةً أسسوا وعملوا في كبرى المؤسسات العربية ووصلوا بابداعهم وحسهم الصحفي إلى العالمية.
ولعل أبرزَ ما يميزُ الصحفي هو قدرته على تركيب وطرح السؤال، إلا أنَّ ما جاء في المؤتمر من أسئلةٍ كانَ صادماً؛ لأنَّ العقلَ البشري لا يستوعب قيام صحفي بسؤال لويس أنريكي حول رأيه بالجماهير الأردنية التي ستشجع إسبانيا يومَ غدٍ، وكأن الأردنيين لا يملكون حساً وطنياً أبدا، وهو ما ظهر بشكلٍ جلي على المدرب الإسباني الذي أبدى استغرابه من تشجيع أبناء الأرض لخصمهم في مباراة كرة قدم.
وإن الأَمرَّ من ذلك، سؤال أحد الصحفيين للمدرب ذاته إن كان حقيقياً أم ممثلاً جاء من إسبانيا، بل وطلب مصافحته أمام الكاميرات، ليصوّر بفعلته الصحفي بشكلٍ مشمئز؛ ألم يدرك صاحب الفعل أنّ الصحفي أكبر وأجلّ من هذه الممارسات، وأن مكانته أسمى، وأن موضعه في المؤتمر يقضي بطرحه الأسئلة الهامة التي ترضي رغبة الجماهير بالمعرفة؟
ومن خلال مشاهدتي لفيديوهات المؤتمر تبين لي وجود عدد جيد من المؤسسات الاعلامية التي نفخر ونعتز بها، ولكن سؤالي إلى الاتحاد الأردني لكرة القدم بصفته المسؤول عن هذا التنظيم، هل قمتم باختيار صحفيين رياضيين متخصصين لحضور هذا الحدث؛ بحكم أنه من صلب عملهم وخبرتهم؟
ولعلَّ الاجابة كانت واضحة في الفيديوهات…