إطلاق البرنامج الوطني للقراءة في الأغوار الجنوبية
أطلقت وزيرة الثقافة هيفاء النجار اليوم السبت، في مدرسة الصافي الثانوية الشاملة للبنين في لواء الأغوار الجنوبية البرنامج الوطني للقراءة/مكتبة الأسرة الأردنية في دورته 16 للعام 2022 والذي يستمر اسبوعا، في أكثر من 45 مركزا في محافظات المملكة كافة.
وحضر الافتتاح عضوا مجلس النواب جميل العشوش وعودة النوايشة ورئيس بلدية الأغوار الجنوبية يوسف البوات ومدير تربية قصبة الكرك الدكتور حسين الطراونة وعدد من رؤساء الهيئات الثقافية والمهتمين.
وأوضحت النجار خلال الافتتاح أن البرنامج الذي أطلق عام 2007 تحت رعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله هو أحد البرامج الثقافية الوطنية الريادية الذي تنفذه الوزارة سنويًا، ويهدف إلى تشجيع القراءة واقتناء الكتاب وتأسيس مكتبة في كل بيت، واختيار كتب المعارف الإنسانية التي تثري العقل والوجدان، وإصدارها بطبعة أنيقة وعلى مواصفات فنية عالية وبدعم مالي للكتاب لضمان وصوله للمواطن بأسعار رمزية، وصولا إلى المساهمة في رفع مستوى الوعي لدى أفراد الأسرة الأردنية.
وأضافت أن مشروع مكتبة الأسرة يأتي في سياق تعميم الثّقافة الوطنية القائمة على نشر الوعي الثّقافيّ، وتنمية الفكر النّاقد، وايجاد التّناغم الحّسيّ بين الفكر والوجدان الإنسانيّ بالإضافة إلى تعزيز القدرات في اكتساب المعرفة التي تُعدّ الأساس المتين للتغيير الثقافي والاجتماعي للمساهمة في إحداث التنمية والتحديث وتطوير المعرفة.
وأكدت النجار أن البرنامج من أهم برامج وزارة الثقافة من خلال فاعليته المجتمعية التنموية والخدمية التي تُقدم على أكبر عدد من المستفيدين، مشيرة إلى قرار الحكومة باعتماد التاسع والعشرين من أيلول من كل عام يوما وطنيا للقراءة لما تمثّله من رفع لمستوى الوعي وإغناء المعارف، وتشجيع الجميع على القراءة وتعزيزها في المجتمع وجعلها عادة يومية.
وفي جانب اختيار عناوين الإصدارات فأشارت النجار إلى أنها تتم تحت إشراف لجنة عليا في الوزارة تضم العديد من أصحاب الاختصاصات، من خلال اقتراحاتهم وترشيحهم للعناوين ضمن المجالات المعرفية المتعددة، أو من خلال الاختيار من العناوين التي يتقدم بها أصحابها للوزارة كمقترحات لإعادة نشرها ضمن برنامج مكتبة الأسرة، أو من خلال التوصية من قبل الوزارة للجنة العليا لإعادة نشر بعض العناوين ذات الأهمية والاعتبار.
وفي مجال الملكية الفكرية وحق المؤلف، أكدت حرص الوزارة على أنه يتم أخذ الإذن من صاحب الحق سواء كان دار نشر، أو المؤلف نفسه، أو الورثة، باستثناء الكتب التي تعتبر ضمن الحق العام، داعية إلى ضرورة التشاركية من جميع الجهات ذات العلاقة وصولا إلى إنجاح أهداف المشروع.
وفيما يتعلق بإصدارات الأطفال، قالت النجار: “إن البرنامج يعنى بشكل كبير بالأطفال الذين هم جيل الغد وعِماد المستقبل، ونتوسم فيهم الخير لتطوير وتحديث مختلف جوانب الحياة في المجتمع”، ومن هذا المنطلق فإن الوزارة تسهم في توفير المعرفة النافعة لهذه الشريحة الواسعة من مجتمعنا الأردني، من خلال تخصيص إصدار 10 عناوين خاصة بالأطفال، تمثل ما نسبته 33% من نسخ إصدارات البرنامج فضلا عن العديد من المشاريع الأخرى التي تنفذها الوزارة والتي تهتم بالأطفال سواء في مجالات الفنون المختلفة، والتدريب والتأهيل، ودعم الإبداع.
وأكدت الإقبال الكبير على إصدارات مكتبة الأسرة الأردنية قائلة: “من خلال ملاحظتنا في الدورات المتعاقبة لهذا البرنامج، فقد شهدت مراكز التوزيع إقبالاً من قبل الجمهور على مراكز البيع في المحافظات كافة، للحصول على مختلف الإصدارات، وبعض العناوين كانت تنفد في اليوم الأول، والساعات الأولى”لافتة إلى أن هذا الإقبال يعود إلى رغبة المثقفين الشديدة في المعرفة لأهمية القراءة في حياته، واقتناء الكتاب في مكتبة بيته بالإضافة إلى سهولة الوصول للمراكز في مناطق الكثافة السكانية، فضلا على أن سعر الكتاب لا يتجاوز ثمنه 35 قرشا لكتب الكبار، و 25 قرشا لكتب الأطفال، مع مراعاة تنوع العناوين في المعارف الإنسانية التي تلبي احتياجات مختلف الفئات العمرية للأسرة، والمواصفات الفنية العالية للكتاب من علوم وآداب ومعارف عامة.
بدورها أشارت مديرة ثقافة الكرك عروبة الشمايلة إلى أهمية تعميم فكرة القراءة للجميع من خلال وصول معارض مكتبة الأسرة لجميع مناطق المحافظة، مؤكدة أهمية لواء الأغوار الجنوبية تاريخيا وثقافيا لا سيما وأنه قد حصل على لقب مدينة الثقافة الأردنية للعام 2018 وقد قدم المثقفون والهيئات الثقافية في ذلك الوقت الكثير من الأعمال الثقافية والفنية والتراثية التي أظهرت حجم الثقافة الكبيرة لأبناء اللواء.
وعقب الافتتاح جرى حوار تناول جملة من القضايا والعناوين الثقافية التي تخص المنطقة وهيئاتها الثقافية..
يشار إلى أن الوزارة قد أصدرت في الأعوام من 2007 إلى 2022 ضمن مشروع مكتبة الأسرة 887 عنوانا في مختلف العلوم والآداب والمعارف العامة.