يسرى أبوعنيز تكتب: ما أحلاك يا جو الشتاء..ولكن…
ما أحلاك يا جو الشتاء…حين تأتي حبات المطر حاملة معها
لنا الأمل بمواسم جيده..سواء على مستوى المواسم المطرية التي ننتظرها جميعا..أو المواسم الزراعية التي ينتظرها المواطن..وبالأخص من المزارعين للبدء بزراعة محاصيلهم الزراعية التي اعتادوا على زراعتها في كل عام في مثل هذا الموسم..
ما أحلاك يا جو الشتاء..تأتي مُحملا بحبات المطر التي تروي الأرض والشجر قبل البشر..تُنظف شوائبها وما علق بها من غُبار..وتراب طيلة فصلي الصيف والخريف ..ولكن تُرى هل نظفت نفوس البشر من شوائبها العالقة منذ زمن ليس ببسيط ..او تلك التي علقت مُجددا؟.
ما أحلاك يا جو الشتاء ..تأتي بالمطر فتُلبس الأرض حُلتها الخضراء الجميلة..وتجعلها كبساط أخضر..تُزينه الأزهار البرية بمختلف ألوانها ..وتمازجها..وتجانسها..
لتشكل لوحة جميلة من صنع الخالق..لا يستطيع سواه -سبحانه-عن رسمها وتشكيلها.
ما أحلاك يا جو الشتاء تأتي مُحملا بالمطر..وحبات البَرَد التي تكسو الأرض بالغطاء الأبيض بعد أن يكسوها الثلج..فيفرح الصغير والكبير..وكل منهم يلهو بطريقته بزائر ينتظره الجميع في كل عام في فصل الشتاء..
ما أحلاك يا جو الشتاء..ولكن
أصبحنا نخشى من منغصات في هذا الفصل الجميل..وفصل الخير الذي يروي البشر والشجر..بعد أن أصبحت مياه الأمطار خيام أخوة لنا في مخيمات اللجوء..وبيوت تفتفر للكثير من المقومات فتجتاحها مياه الأمطار..ومحلات تجارية تداهمها الأمطار..ومواطن تجرفه ومركبته تلك الأمطار فلا نعثر عليه إلا بعد عدة أيام جثة هامده..ومنازل تخلو من الطعام..ووسائل التدفئة في فصل الشتاء..وأسر أردنية تُقيم في بيوت الشعر ..وخيم في الصحراء ..وقرب الأودية رغم التحذيرات المستمرة من هذا الأمر من قبل الأجهزة الأمنية وفي مقدمتهم الدفاع المدني..
ما أحلامك يا جو الشتاء..ولكن في القلب غصة مما حدث في مواسم مطرية سابقة..وما خسرناه من أطفال وشباب ..حيث لا زلنا نتذكر أطفالنا ..وبعض الشباب الذين جرفتهم مياه الأمطار في البحر الميت قبل عدة سنوات أثناء رحلة علمية للمنطقة..