تقنيات تكنولوجية في مونديال قطر أذهلت العالم
تأبى قطر إلا أن تقدم للعالم أفضل نسخة من بطولة كأس العالم التي تعتبر أكبر حدث كروي يتم إطلاقه كل 4 أعوام، وكثيرًا ما تقدم بعض الدول التي استضافت تلك سابقًا تقنية جديدة أو إضافة تسهم في نجاح البطولة، ففي نسخة كأس العالم 2010 رأينا الفوفوزيلا، وفي نسخة 2006 شارك المنتخب الفرنسي بلاعبين من جنسيات مختلفة، ولكن ما قدمته دولة قطر في النسخة الحالية للبطولة أذهل العالم بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فلم يعد هناك شيء يمكن إضافته في النسخة القادمة. فعلى الرغم من أن قطر تعتبر أول دولة عربية تحتضن مونديال كأس العالم 2022، إلا أنها أذهلت العالم بتقنياتها التكنولوجيا المتعددة؛ بهدف تطوير لعبة كرة القدم وتقديم أفضل تجربة للجماهير خالية الشوائب؛ لتكون النسخة الحالية من المونديال نقطة جوهرية لتطوير الملاعب الأوروبية مستقبلًا.
قدمت قطر للعالم 4 تقنيات تكنولوجيا تعتبر إضافة جوهرية لمستقبل كرة القدم العالمية، ومنها:
1-خط التسلل شبه الآلي
هدفت قطر إلى تطوير لعبة كرة القدم من خلال توظيف تقنية كشف التسلل بشكل شبه آلي، فكثير من الفرق قد ظلمت والعديد من المنتخبات غادرت البطولة بسبب قاعدة التسلل الحساسة، ونجحت قطر في التغلب على هذه المشكلة من خلال توظيف 12 كاميرا على كامل محيط الملعب، إضافة إلى وضع مستشعر داخل الكرة التي ستلعب فيها مباريات كأس العالم، وبذلك سيكون بإمكانك حكم الفار التعرف على الوقت الدقيق في نقل الكرة للاعب وتأكيد ما إذا كان متسلل أم لا.
الجدير بالذكر هنا أن هذه التقنية تعتبر إضافة جديدة لكرة القدم في المستقبل، وإضافة للجماهير المتابعين لكرة القدم من الملعب، حيث يشترك أعداد كبيرة من الجماهير في مراهنات كرة القدم على كأس العالم للمراهنة على العديد من أحداث المباراة، منها تسجيل منتخب ما للأهداف، أو حصول لاعب على ضربة جزاء، أو وقوع لاعب في مصيدة التسلل، وقد ساهمت هذه التقنية بشكل كبير في نجاح مراهنات أعداد مهولة من المشجعين.
2-نظام تبريد الملاعب
نجحت قطر في تبني نظام جديد لتبريد كافة ملاعب كرة القدم المخصصة لبطولة كأس العالم، حيث حافظت تلك التقنية على درجة حرارة ملاعب كرة القدم؛ لكي تناسب الحضور الجماهيري واللاعبين فوق أرضية الميدان، وتعتمد هذه التقنية بالدرجة الأولى على محطات الطاقة المجاورة لكل ملعب؛ والتي سهلت من إمدادات التبريد لجميع أنحاء الملعب ومقاعد الجماهير.
3-أول ملعب متنقل في العالم
استعرضت قطر قدرتها المعمارية في تقديم أول ملعب كروي متنقل في العالم، وهو ملعب 974 الذي كلف إنشاءه 241 مليون دولار أمريكي، وتبلغ سعة الملعب حوالي 40 ألف مقعد، ويمكن تركيبه وفكه ونقله لأي مكان، وذلك لطبيعة الملعب الهندسية القائمة وبشكل كامل على عدد 974 حاوية نقل بضائع، تم تركيبها بطريقة معينة ليسهل فك ونقل الملعب بشكل كامل، ناهيك عن أن الرقم 974 هو مقدمة رقم الاتصال الدولي للدولة.
4-كرة الرحلة
لاحظنا وجود كرة جديدة التصميم يتم شحنها قبل بدء المباراة وهي من تصميم شركة أديداس الرائدة في صناعة منتجات كرة القدم بكافة أشكالها وأنواعها، وترتبط الكرة بتقنية مستشعر مثبت داخلها يقوم بنقل خورزميات لخادم تقنية التسلل بنسبة 500 خورزمية بالثانية الواحدة، حيث يحدد المستشعر مكان الكرة سواء كانت داخل أو خارج خط الملعب إلى تقنية التسلل، الأمر الذي يجعل من السهل تحديد مكان الكرة واتخاذ قرار بشأن ذلك من قبل الحكم الأول.
ميزة أخرى تتمتع بها كرة كأس العالم وهي أن المستشعر الموجود داخل كرة القدم يقدم معلومات لقوة الركلة، وزاوية التسديد، وسرعة الكرة، وذلك لتقديم المزيد من المعلومات حول تفاصيل الهجمة والأهداف المسجلة.
5-تقنية بونوكول للمكفوفين
جهاز أو تقنية بونوكول الذي قدمته قطر للمكفوفين يتم ربطة بأجهزة الهواتف مقابل تقديم محتوي ترفيهي، حيث يحتوي الجهاز على أصبح حساس يمكن المكفوفين من قرأة كل البرامج التي يتم بثها عبر الجهاز، وبهذا الجهاز تمكن المكفوفين من متابعة مجريات المباريات التي يتم عرضها على شكل نصوص مختصرة على لوحة يطلق عليها اسم برايلي، وذلك بهدف دمج المكفوفين في أجواء المباراة لحظة بلحظة.
6-رحلة ذكية وقصيرة
قدمت دولة قطر شبكة مواصلات جديدة وضخمة مكونة من المترو، والترام، وباصات النقل العامة، والجدير بالذكر أن رحلات التنقل مجانية، حيث تغطي تلك المحطات حوالي 37 منطقة، فالمترو يمر كل 3 دقائق لنقل الجماهير، والباصات موجودة على مدار الساعة، وكذلك الترام المتنقل، علمًا بأن شبكة المواصلات مخصصة أيضًا لذوي الاحتياجات الخاصة، ويمكن للجماهير اصطحاب حيواناتهم أثناء التنقل، ناهيك عن توفير أماكن لركن السيارات؛ بهدف الحد من الازدحام أثناء بدء المباريات.
7-محطات شحن وشبكات إنترنت سريعة
وفرت قطر في كافة ملاعبها وعلى جميع مقاعد الجماهير محطات لشحن الهواتف الذكية من خلال منافذ USB والشحن اللاسلكي، إضافة إلى توفير شبكة واي فاي ذات سرعة كبيرة، كما وقدمت تطبيقات لتوصيل الطعام وتطبيقات للطرقات لكي تتيح للجماهير الوصول للملعب في الوقت المناسب وتفادي الازدحام، كل هذه الرفاهية قدمتها قطر لزوارها لتمنحهم تجربة مشاهدة لأفضل نسخة في تاريخ بطولة كأس العالم بأقل التكاليف وبأفضل التقنيات التكنولوجية التي من المحتمل أن يتم توظيفها لاحقًا في النسخة المقبلة من البطولة.