أصيبت ابنة رجلٍ فقير يدعى “توماس” بضمور في عضلاتها، وتوقف النمو لديها عند سن الخمس سنوات.
كان والدها كلما دخل عليها حجرتها يجدها تبكي فيغلق الباب عليها ويذهب لحجرته حزيناً مهموماً يضرب الأرض بقدمه من الغيظ ويصيح لماذا ابتلاني الله مع فقري بطفلة مريضة ؟
في يوم من الأيام ، وبينما كان في عمله- فقد كان يعمل ميكانيكي- راح يشكو همه إلى صديقٍه فقال له …
البنات يا صديقي من أسرار جمال الله، فاستمتع بقُربها، ولسوف يُريك الله جمال وجودها ذات يوم .
عاد توماس إلى بيته، وكعادته دخل إلى غرفة ابنته المقعدة، ونظر إليها فراحت تبكي كما في كل مرة ..
تذكر كلمات صديقه، وتقدم نحو ابنته وحملها على ظهره فسكتت، راح يجري بها وهو يفرد ذراعيه كالجناحين، وهي تضحك وتشهق من السعادة والفرح …
خرج بها إلى الشارع، وهو يضحك كالمجنون، فرآه جاره وقال له..أرى أنك سريعٌ في الجري، ما رأيك أن تتقدم إلى مسابقة الجري التي تقيمها ملكة بريطانيا سنوياً؟
أُعجب توماس بالفكرة، وتقدم للمسابقة وذهب وهو يحمل ابنته على كتفيه، ومع أنه لم يستطع أن يحرز إلا المركز الثالث، إلا أنه خطف الأنظار بسبب ابنته، وحاز على اهتمام يفوق صاحب المركز الأول.
لم ييأس توماس، وتقدم في العام التالي لنفس المسابقة، وهو يحمل ابنته ويجري بها، قاوم وتعب وجاهد حتى أحرز المركز الأول وحصل على تسعة ملايين دولار، وجائزة الأب المثالي، وأصبح بين يوم وليلة أغنى أغنياء بريطانيا.
استطاع توماس أن يؤسس شركة، ظل متذكرا العبارة التي قالها له صديقه في يوم من الأيام، ووضعها في برواز أنيق فوق مكتبه:
“البنات يا صديقي من اسرار جمال الله .. فاستمتع بقُربها .. ولسوف يُريك الله جمال وجودها ذات يوم.”