التتن التركي هل اصبح ملاذ الأردنيين المدخنين من اسعار السجائر
عمان _ بسام العريان
تعتبر السجائر من أبرز السلع التي ترتفع أسعارها في بشكل متكرر، في حالة تسبق الأوضاع الاقتصادية الراهنة، وتستمر معها.
أسعار السلع مرهونة بقيمة العملة المحلية أمام الدولار الأمريكي، ومعدل التضخم، وهذا لا يمنع أن تعاود أسعار بعض السلع الانخفاض، حين يتسنّى ذلك، كما جرى مثلًا بالنسبة لأسعار بعض المواد الغذائية مؤخرًا، لكن الأمر لا ينطبق على السجائر، فكل ارتفاع في أسعارها يعني الترحّم على السعر القديم إلى الأبد.
وخلال 2022، رفعت اغلب الدول وخاصة تركيا أسعار السجائر أربع مرات، ما جعل ثمن العلبة (20 سيجارة) يتراوح بين 27.5 و31.5 ليرة تركية (الدولار يقابل 18.63 ليرة حاليًا).
هذه الأسعار لم تخلق جديدًا ينافس المنتج التركي، لكنها عززت حضور أنواع أخرى بديلة لدى السوريين في تركيا.
وإلى جانب أنواع السجائر “المهرّبة”، أو ما يُعرف بـ”الدخان السوري”، الذي لا تختلف أسعاره كثيرًا عن السجائر التركية، هناك “التتن”، وهو أنواع تبغ تباع بالوزن، ليتولى المشتري مهمة تجهيز السيجارة بنفسه، في سبيل الاقتصاد بثمن السجائر.
طريقة تجهيز السيجارة
بعد شراء التبغ، من بائع قد يكون مختصًا بمنتجات من هذا النوع، ويسمى في تركيا “تتنجو”، ويبيع أكياسًا من التبغ بأوزان مختلفة (110 ليرات أو 120 ليرة ثمن كيس من 200 غرام)، يشتري المستهلك أوراق اللف، و”الفلتر” (علبة من 200 قطعة يتراوح ثمنها بين 35 و55 ليرة، حسب النوعية)، إلى جانب “ماكينة دك” ثمنها 20 ليرة.
كما أن محال مختلفة، منها “التتنجو” و”البقاليات” السورية، تبيع 20 سيجارة معبأة بكيس شفاف، بسعر يتراوح بين 10 و15 ليرة تركية، متأثرة بنوعية التبغ و”الفلتر” المستخدم.
وتسمى نوعية التبغ المستخدمة في هذه السجائر “تتن”، أو “تَكَل”، في إشارة إلى نوعيات تبغ تركية، بعضها يحمل اسم ماركات سجائر تُباع مغلفة في الأسواق ضمن عبوات (20 سيجارة)، أو “باكيت”.
وبشكل تقريبي، يبلغ سعر الكيلوغرام من “التَكَل” 250 ليرة تركية، تشكّل حشوة كافية لخمس “كروزات”، أي 50 “باكيت” تقريبًا، وفق حديث أجرته عنب بلدي مع صاحب محل تبغ تركي (تتنجو)، وصاحب “بقالية” سورية في القسم الأوروبي من اسطنبول.
يسهم في الفقر
تحصي منظمة الصحة العالمية وجود ما يقدّر بـ1.3 مليار شخص يستخدمون منتجات التبغ حول العالم، 80% منهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وبحسب المنظمة، فالتبغ يسهم في الفقر عبر تحويل إنفاق الأسرة من الاحتياجات الأساسية، كالغذاء والمأوى، إلى التبغ، مشيرة في الوقت نفسه إلى صعوبة كبح سلوك الإنفاق كون التبغ يسبب الإدمان، كما يسبب الوفاة المبكرة والعجز لدى البالغين في سن الإنتاج بالنسبة للأسرة، ما يسبب انخفاض دخل الأسرة وزيادة تكاليف الرعاية الصحية.
إلى جانب ذلك، فالتكلفة الاقتصادية الإجمالية للتدخين، والتي تتراوح بين النفقات الصحية وخسائر الإنتاجية، تصل إلى نحو 1.4 تريليون دولار أمريكي سنويًا، أي 1.8% من إجمالي الناتج المحلي السنوي في العالم، 40% منها في البلدان النامية.