بعد أن نمت الأزهار قبل شهر من موعدها الباحث الشريدة:تأثير مباشر للإحتباس الحراري والتغير المناخي على نموها
كتبت: يسرى أبوعنيز
كلوحة جميلة ..رسمت الأزهار البرية ..والتي تجانست مع خُضرة الأرض من ربيع ونباتات برية في منطقة حلاوة في منطقة عجلون شمال المملكة،حتى بدا المنظر لجماله كبساط أخضر مزركش بألوان الأزهار الأخرى.
ولعل ما يلفت النظر في هذه اللوحة أزهار الدحنون، والتي كَسَت مساحات واسعة من الجبال والأودية والسهول في المنطقة ،ومناطق الشمال ،حيث كانت حاضرة بقوة بألوانها الأربعة،غير أن اللون الأحمر هو الأكثر والأميز بين هذه الألوان.
وما يلفت الأنظار أيضاً في هذا العام أن الكثير من الأزهار والنباتات البرية نمت قبل شهر تقريبا من موعدها في كل عام ،حيث نمت أزهار الدحنون بكثرة عن السنوات الماضية ،وانتشرت بشكل كبير ،وكذلك أزهار الترمس البري،وغيرها من الأزهار.
وحول هذا الأمر بين الباحث في علوم البيئة والطبيعة الدكتور أحمد محمود جبر الشريدة أن هناك 63 نوع من الأزهار البرية في شمال الأردن، ومنها 6 أنواع مهددة بالانقراض مثل بخور مريم،وأنواع من الأوركيدات،موضحاً أنه وفي هذا الموسم وبسبب التغيرات المناخية فإن معظم الأزهار ،والنباتات البرية نمت،وتفتحت أزهارها مثل بخور مريم،الترمس البري ،حيث فتحت هذه الأزهار قبل موعدها بشهر ،بسبب ارتفاع درجات الحرارة ،حيث جاءت موجة حر،بعد منخفضات جوية ماطرة نهاية شهر كانون الأول الماضي ،مما أوحى لهذه النباتات أن الربيع قد أتى وبالتالي أزهرت.
وأضاف الباحث الشريدة أن هذا الأمر يدل على تأثير الاحتباس الحراري ،والتغير المناخي على هذه الأزهار،فمعظم الأزهار مثل الاقحوان (الأبيض والأصفر)،الترمس البري تفتحت، ولعل أول هذه الأزهار التي تفتحت الدحنون(شقائق النعمان)بأنواعه(الأحمر القاني وهو النوع السائد،الأبيض،الأزرق،والزهري)
وهذه الأزهار توجد في الجبال والأودية وبين الصخور،وأعطت للأرض بساطاً زاهياً بعد المنخفض الجوي،والذي تبعه ارتفاع على درجات الحرارة ،وهذا الأمر فيه ميزة لتفتيح الأزهار،ونمو النباتات البرية.