الشقيقان أشرف ومهند الطراونة..جبر الله خاطر عائلاتكم..
كتبت :يسرى أبوعنيز
كالصاعقة جاء خبر العثور على جثث الشابين الشقيقين أشرف ومهند الطراونة ،المفقودين في تركيا منذ وقوع ذلك الزلزال المدمر في اجزاء من تركيا ،والشمال السوري بداية شهر شباط الماضي .
ومؤلم جداً ما حدث مع عائلات ،وأبناء ،وأقارب أشرف ومهند الطراونة ،ليعم الحزن في الكرك،وفي بلدتهم،وعلى مواقع التواصل الإجتماعي،بعد معرفة مصيرهم الذي جاء كالصاعقة،بعد مضي ما يزيد عن شهر على انقطاع الإتصال بهم،أو معرفة أي معلومات عنهم.
وجاء خبر العثور عليهم ضمن الأشخاص الذين قتلوا في ذلك الزلزال المدمر ،ودفنهم في تركيا،ليزيد الحزن حزنا،والحسرة على أبناء الكرك الذين غادروا الوطن للعمل،فها هم يلقون حتفهم خارج الوطن،فحتى جثث يدفنوا هنا بتراب الوطن لم يعودوا اليها،بعد أن تم دفنهم ضمن الضحايا لزلزال تركيا،ليزيد الوجع لكل من يعرف قصة اشرف ومهند الطراونة.
وحتى صباح ذلك اليوم،والذي جاء فيه خبر وفاتهم،كان هناك بصيص من الأمل لدى من يعرف قصتهم،لتكون هناك الكثير من التوقعات ومنها أن يكونوا قد غادروا المكان الذي يعملان فيه،أو الذي يسكنان فيه قبل وقوع ذلك الزلزال.
وفي صباح ذلك اليوم تبادلت والزميلة رزان كريشان ،وهي بالمناسبة إبنة خالة أشرف ومهند الطراونة ،تبادلنا الحديث حول وضعهما،و إحتمالية أن يكونوا أحياء ،مستبعدات فكرة أن يكونوا من ضحايا الزلزال،عندها أخبرتني رزان بأنه قد تم أخذ عينة (dna)من عائلة الشابين لمقارنتها مع الفحوصات التي تم أخذها من الجثث التي تم دفنها،من ضحايا الزلزال للتعرف على أصحابها،وأنهينا الحديث.
ولكن مساء ذلك اليوم تلاشت كل الآمال، والإحتمالات ،ليعم الحزن بعد أن جاءت نتيجة فحص الحمض النووي مطابقة للجثث التي تم دفنها،وأنهم من ضحايا الزلزال المدمر الذي تجاوز عددهم 52 ألف قتيل في هذه الكارثة الطبيعية ،حيث أبلغت السلطات التركية ،السفارة الأردنية في أنقرة بذلك،والتي بدورها أبلغت وزارة الخارجية ،التي أبلغت عائلاتهم.
المُحزن في الأمر أن أشرف ومهند الطراونة ،وهم من أبناء محافظة الكرك ،غادرا البلاد للعمل في إحدى المناطق التركية،حيث كانا يملكان مصنعاً للأثاث،وأنقطع الإتصال بهم وقوع الزلزال الذي ضرب بعض المناطق التركية والسورية.
كما أن ما يزيد الحزن والحسرة على الشابين ،أن أقاربهم وعائلاتهم،لم يتمكنوا حتى من دفنهما في مسقط رأسهم ،ولا رؤيتهم،بل دفنوا في المكان الذي لقيا حتفهم فيه،ليضيف لعائلاتهم حسرة ،وألم،وحزن كبير.
وهذان الشابان غادرا أرض الوطن لكسب الرزق لم يكن في حسبانهم يوماً أن يموتا،ويدفنا غريبين،دون أن يودعهما أعز الناس ،وأقربهم إليهم،أو حتى أقاربهم،وهم الذين فقدوا والدتهم منذ كانوا أطفالاً صغار،وكأنها رسالة ربانية حتى لا تموت الأم بحسرتها على أبنائها الذين لقوا حتفهم معاً،ودفنوا غريبين،تاركين في قلوب عائلاتهم ،وأقاربهم وأبناء بلدتهم،حسرة ،وحزن لا يمكن أن يُنسى لهذه الحكاية المُحزنة لهذين الشابين..
رحم الله الشقيقين مهند واشرف الطراونة..وعزاؤنا لعائلاتهم وللوطن..