باحثة أمريكية: صيام رمضان يساعد على الوقاية من السرطان

يساعد الصيام المسلمين على تقوية علاقتهم مع الله وممارسة قوة الإرادة والتعاطف مع الفقراء، وهذه هي الجوانب الروحية في تلك العبادة.

 

وأكدت دراسة لكلية بايلور للطب بالولايات المتحدة على جانب آخر، وهو أن توقيت وجبتي الإفطار والسحور خلال الشهر قد يكون المفتاح لحياة أكثر صحة.

 

ووجدت الدراسة المنشورة في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي بدورية “ميتابوليزم أوبن” أن الصيام من الفجر حتى غروب الشمس مرتبط بالبروتينات الواقية من السرطان، وكذلك السمنة والسكري ومتلازمة التمثيل الغذائي والالتهابات وبعض الاضطرابات العصبية.

 

فكيف يحقق الصيام كل هذه الفوائد المناعية؟ هذا ما سنتعرف عليه في حوار خاص مع عائشة مينديك أوغلو، الأستاذة المساعدة في الطب والجراحة، والباحثة الرئيسية بالدراسة.

 

بداية.. ما الاختلاف بين نظام التخسيس المعروف بـ”الصيام المتقطع” وصيام شهر رمضان؟

كلاهما يشترك في الامتناع عن الطعام لفترة من الزمن، ويختلفان في أن صيام رمضان يتبع إيقاعات الساعة البيولوجية باستمراره من الفجر حتى الغسق.

 

وما أهمية إيقاعات الساعة البيولوجية؟

جميع الكائنات الحية، من النباتات والحيوانات والبشر، لها ساعة بيولوجية تساعد في تنظيم أنماط التغذية وإفراز الهرمونات، ولكن هناك عددا من الأسباب التي تجعل البشر يخالفون إيقاع الساعة البيولوجية، مثل اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، والعمل في النوبة الليلية، كما أن الناس يأكلون بشكل عشوائي، وغالبا على مدار اليوم، مما يعني أنهم توقفوا عن الاعتماد على أي ساعة لتناول الطعام، وتشير الأبحاث السابقة إلى أن اضطراب النظام اليومي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري وارتفاع الكوليسترول ومقاومة الأنسولين وارتفاع ضغط الدم.

 

وهل الصيام يساعد على إصلاح هذا الخلل؟

المسألة أشبه بجهاز كمبيوتر به خلل، ومن خلال قيامك بإعادة ضبطه يعود للانتظام، ونفس الشيء يحدث للجسم، فمن خلال الأكل المقيّد بالوقت يمكنك إعادة ضبط الساعة.

 

 

 

ولماذا بدأت الآن البحث في فوائد الصيام المقيد بوقت؟

درست هذه الفائدة في الحيوانات، ووجدت أن لها فوائد صحية، وأردت معرفة إذا ما كان الأمر نفسه ينطبق على البشر، لذا لم يكن هناك أفضل من دراسة صيام رمضان.

 

وكيف تم تصميم الدراسة؟

تم فحص عينات دم 14 شخصا من الصائمين خلال شهر رمضان، يعانون من بعض المشاكل المرضية مثل متلازمة التمثيل الغذائي، ومجموعة من الحالات الأخرى بما في ذلك السمنة، ومقاومة الأنسولين (ارتفاع مستويات السكر في الدم)، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الدهون الثلاثية (نوع من الدهون في الدم)، وهذه الحالات يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.

 

وخارج الصيام، سُمح لهم بتناول ما يفضلونه ولم يُطلب منهم اتباع أي نظام للتمارين الرياضية أو إجراءات لإنقاص الوزن، حتى نكتشف الفرق الذي يمكن أن يحدثه الصيام، حيث أخذنا عينات دم قبل بدء فترة الصيام وعند انتهاء الصيام وبعد أسبوع من انتهاء الصيام، واستخدم فريق البحث تقنيات قياس الطيف الكتلي لفحص بروتينات نوع من الخلايا المناعية، يسمى خلية الدم المحيطية أحادية النواة (PBMC).

 

وماذا وجدتم؟

وجدنا أن البروتينات المرتبطة بتصلب الشرايين وأمراض القلب وتعزيز السرطان انخفضت، ووجدنا أن (صميم البروتين الشحمي بي)، وهو مؤشر أكثر دقة للتنبؤ بمخاطر الإصابة بمرض تصلب الشرايين في القلب، من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، انخفض بشكل كبير في نهاية 4 أسابيع من الصيام، مقارنة بمستواه السابق، واستمر نقصه حتى بعد أسبوع من الصيام.

 

ألا ترين أن إجراء دراسة على 14 شخصا فقط يجعلها محدودة للغاية؟

دراستنا مجرد البداية، وعلينا تكرار كل النتائج، ونود المضي قدما مع مزيد من المرضى، وهناك الكثير من الأسئلة التي لا تزال بحاجة إلى إجابة.

 

وما تلك الأسئلة على سبيل المثال؟

مثلا نريد معرفة المدة التي يجب أن يحدث فيها الصيام التأثير المطلوب، وعدد المرات التي يجب أن يحدث فيها الصيام للحصول على الفوائد الصحية المثلى.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى