يأتي العيد
كتبت :يسرى أبوعنيز
يأتي العيد …وقد إرتدى أطفالنا ملابسهم الجديدة، ملابس العيد ،فرحين بها وبالعيد، وكأن أكبر همهم ارتداء هذه الملابس والتي تُعتبر بالنسبة لهم هي العيد..ونتمنى أن يبقى هذا الأمر همهم الأكبر..قبل أن يكبروا ليعلموا أن هموم الحياة كثيرة،وأن ارتداء الملابس الجديدة في العيد ليست من الأولويات في أغلب الأحيان،ولكنها الطفولة البريئة.
وبالمقابل فإن هناك الكثير من الأطفال حرمتهم ظروف الحياة الصعبة،وظروف عائلاتهم حتى من هذه الفرحة،ولم يتمكنوا من لبس ملابس جديدة في العيد،لعدم مقدرة عائلاتهم على شراء الملابس،وهمها الوحيد تأمين قوتهم اليومي من طعام وشراب وتأمين مأوى لهم إن توفرت الأموال معهم.
يأتي العيد …وهناك من ينتظر عودة غائب بعد أن طال غيابه عن الأهل والوطن ،وهناك من ينتظر شفاء مريض أنهكه المرض، والتعب ،كما أن هناك من ينتظر الفرج بعد أن طال انتظاره ليرى فلذة كبده لظروف كثيرة.
يأتي العيد …وهناك دموع لم تجف بعد،وجروح لم تشفى على فراق عزيز ،بعد أن رحل عن عالمنا..وذكراه باقيه بين أهله وكل من يعرفه ..ليأتي العيد
فيزيد الشوق لمن رحلوا بعد أن نُدرك بأن أماكنهم خاليه إلا من قلوبنا فإنهم لا يغادرونها أبداً.
يأتي العيد…وتزداد الغصة في القلب كلما رأينا محروما، أو مسكيناً، أو فقيراً،
أو يتيما،حيث يكون الحرمان الحقيقي ،ونقصان فرحة العيد عند هؤلاء ،فكل منهم فقد ركيزة أساسية في حياته،ولكن أقواها على الإطلاق هو حرمان الأب والأم ،لأن ما دون ذلك حتما من السهل أن يتم تعويضه.
يأتي العيد…ولنا أخوة من قواتنا المسلحة يحمون الوطن ويدافعون عنه،ويسهرون على راحة المواطن ،ولنا أيضا في الميدان
أخوة من الأجهزة الأمنية يواصلون الليل بالنهار لخدمة المواطن ،وتقديم ما يحتاجون .
يأتي العيد..ولنا أخوة في فلسطين الحبيبة،كل واحد منهم مشروع شهيد،يواجهون المحتل الصهيوني ،و يدافعون عن ثرى فلسطين ،وعن الأقصى ،ويقفون في وجه الصهاينه الذين يحاولون تهويده بتصرفاتهم.