ماذا يريد عمالنا في يومهم؟
كتبت: يسرى أبوعنيز
ماذا يريد عمالنا في يومهم؟وقد يبدو السؤال غريبا ،ولكن بالفعل ماذا يُريدون،ونحن نشهد زيادة ملحوظة وكبيرة في البطالة ،وفقدان للوظائف بعد تعثر عدد ليس بالقليل من المنشآت وبالتالي إغلاقها،وتسريح عمالها،في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة،وعدم تحصيل حقوق العمال من ارباب العمل.
يأتي يوم العمال والذي يصادف اليوم الموافق الأول من آيار،ولا زلنا نشكي من تدني الرواتب لمن هم على رأس عملهم،تدنيها رغم إرتفاع تكاليف المعيشة ،لكن الرواتب لا تكاد تتزحزح من مكانها وكأن ما يحدث عندنا من ارتفاع تكاليف المعيشة ،وغلاء المعيشة ،واستقرار للرواتب، كأنه عرس عند الجيران لأن الأمر لا يعني من حولنا من المسؤولين.
يأتي يوم العمال ،وفي كل عام ننتظر الأفضل غير أنه على الصعيد العملي لا شيء يتغير،غير أن خيبات الأمل تزداد في كل يوم ،فلا زالت معلمات رياض الأطفال،والمدارس الخاصة يعانين من إنخفاض الرواتب،حتى أنها لا تصل لنصف الحد الادنى للرواتب الذي حددته وزارة العمل ،ولا زالت المعلمات يتقاضين رواتب لا تتجاوز ال80 ديناراً،وكذلك الحال بالنسبة للكثير من العاملات في المكاتب،وممن يعملن في مهنة السكرتارية ،رغم ساعات العمل التي قد تزيد أحيانا عن 12 ساعة عمل في اليوم.
نعم يأتي يوم العمال ولا زالت عمالة الأطفال مستمرة،بل هي في زيادة واضحة،ومن يُعرضون حياتهم للخطر عند الإشارات الضوئية ،وفي الورشات،وغيرها من الأماكن تهدد حياة الأطفال الذين قد تسرب بعضهم من المدارس من اجل كسب بضع دنانير ليعيلوا أسرهم لعدم وجود مصادر دخل لها من جهة،وعدم وجود معيل لها غير هذا الطفل،الذي يُجرم قانون العمل من يسمح له بالعمل.
واليوم ..والعالم كما نحن نحتفل بيوم العمال فإن الظروف لا زالت غير مناسبة لفئة ليست بقليلة من العاملين في الزراعة،والمهن،وغيرها،وكذلك الحال بالنسبة العاملات في المزارع ،والمصانع في ظروف لا يمكن وصفها إلا بالسيئة والصعبة،وبخاصة العاملات في المزارع ،واللواتي يتعرضن لحرارة الشمس صيفاً،والبرد شتاءً من أجل مبلغ لا يتجاوز 5 دنانير في اليوم،وقليل من نوع الخضار الذي يقمن بقطفه،ناهيك عن الظروف الصعبة الأخرى التي يواجهنها في العمل.
وبعد كيف سنحتفل بيوم العمال حبث أظهرت بيانات جمعية التضامن للحماية الإجتماعية تحت التأسيس بأن أكثر من 100 ألف طفل عامل في المملكة دون حماية،وارتفاع نسبة البطالة من 13 بالمئة عام 2013 إلى 24 بالمئة حاليا،ولتصل بين حملة الشهادات الجامعية إلى 50 بالمئة ،كما أن بيئة العمل غير آمنة في الكثير من المنشآت حيث يتعرض كل 25 دقيقة عامل لإصابة عمل بسبب بيئة العمل غير الصحية والآمنة،إضافة لزيادة عدد الأشخاص الذين يتم إحالتهم على التقاعد المبكر، كما أن العاملين والعاملات في الحيازات الزراعية لا زالوا لا يخضعون للضمان الإجتماعي.