تلفريك عجلون والأهداف المنشودة
ماجد القرعان
وأخيرا انجز مشروع تلفريك عجلون الذي تعثر تنفيذه لإسباب وعوامل عديدة اكتنفها الغموض والذي من المفترض ان يكون باكورة التنمية السياحية لمحافظة عجلون التي تُعد من ضمن اشد مناطق المملكة فقرا وحاجة للمشاريع التنموية المستدامه .. والذي تم الاعلان عن تشغيله اعتبارا من اليوم الجمعة.
لا اعتقد ان الهدف الرئيس لتنفيذ المشروع هو لاستقطاب السياحة الخارجية فقط رغم أن محافظة عجلون تُعد من أهم المواقع السياحية في الأردن لما تمتاز به من خصائص ومقومات طبيعية وحضارية وتاريخية متنوعة تشكل منتج سياحي فريد بل يتقدم هذا الهدف احداث تنمية مستدامة للنهوض بمنطقة تُعتبر من اشد المناطق في المملكة فقرا وحاجة لتنمية حقيقية تأخذ بعين الإعتبار تهيئة المنطقة ببنى تحتية لإستقطاب الإستثمارات المحلية والأجنبية وفق معايير التشجيع وليس الصد والتهجير حيث ما زلنا نعاني على المستوى الرسمي من ضعف التشريعات والإجراءات التي تُشجع على الإستثمار وانعدام الرؤيا لدى المخططين وراسمي السياسات ومتخذي القرارات لاستثمار خصائص الأردن السياحية المتنوعية والفريدة وبخاصة في وادي رم والبترا ومادبا ومحمية ضانا جنوب محافظة الطفيلة.
احداث تنمية حقيقية في محافظة عجلون تستند على خصائصها وميزاتها وفي غيرها من المناطق ذات الوفرة الطبيعية والتاريخية بالمواقع السياحية يتصدر دوما التوجيهات الملكية السامية للحكومات المتعاقبة انطلاقا من ايمان جلالته بأن حسن استثمار الميزات السياحية في الأردن العديدة والمتنوعة والذي يجب ان يستند على توسيع مشاركة المواطنين الأدرى باحتياجات مناطقهم لرسم السياسات العامة واعداد الإستراتيجات الطويلة المدى والمتوسطة والقصيرة لتمكين متخذي القرارات اعتماد خطط تنموية فاعلة من شأنها تسريع تحقيق حلمنا لتصبح السياحة بترول الأردن .
وعودة الى مشروع تلفريك عجلون الذي بات حقيقة فالمأمول نظرة شمولية لأهميته بالنسبة لأهالي المحافظة بوجه خاص ليتم الأخذ بعين الإعتبار امكانيات مواطنيها المحدودة لتشجيعهم على اقامة ما يلزم من مشاريع خدمية ولوجستية يحتاجها الزائرون فيما يبقى بالنسبة لعامة المواطنين من سكان المملكة عنصر كلفة الإستمتاع بركوب التلفريك والذي يجب ان يكون في مستوى دخولهم .
بتقديري ان تحديد اجرة رحلة التلفريك للفرد الواحد ( الأردني ) بمبلغ 4 دنانير وللاجنبي بمبلغ 8 دنانير مبالغ فيه لسببين الأول ان دخول معظم الأسر الأردنية لا تسمح لهم بمغامرة لزيارة عجلون من أجل ركوب التلفريك والثاني ان في الأردن جاليات أجنبية تزيد اعدادهم عن عدد السكان الأصليين واغلبهم همهم الأول معيشتهم وتعظيم مدخراتهم .
النظرة المأمولة ان يكون تلفريك عجلون محرك فاعل وداعم لاستقطاب الإستثمارات للنهوض بهذه المحافظة لينعم أهلها مستبقل مشرق .