18 يونيو يوافق اليوم العالمي للأب) وتهميش دوره في العائلة
عمان _بسام العريان
يقول (ديفيد بوبينو) بروفيسور علم الاجتماع في (جامعة رتجرز) الأمريكية: رغم محاولة تهميش دور الأب في العائلة إلا أن النتائج التي توصلنا إليها خلال عشرات الدراسات تؤكد أنه الركيزة الأساسية لنجاح الأطفال في المستقبل على الصعيد المهني لكن هذا لا ينطبق مع الأم، فالأب يميل إلى اللعب مع صغاره بطرق أكثر تنافسية فيما الأم تميل للهدوء وتوفير الحب والحنان وتعزيز المشاعر العاطفية.
ويُكمل قائلاً: الأب يساعد أبناءه من دون إدراك في تنمية مهارات التحدي عندما يلاعبهم بخشونة وذلك يدفع الصغار للمجازفة خلال اللعب مما ينمي روح التحدي مستقبلاً للنجاح في خوض غمار الحياة.
ويقول: الأب يحاول تكييف صغاره ليتأقلموا مع العالم الخارجي ليتنافسوا فيه، بينما الأم تركز على حمايتهم من تأثيرات العالم الخارجي لتوفير بيت آمن عاطفياً، هذا الاختلاف بين الأم والأب تكاملي لينشأ الصغير ناجحاً في العالم الخارجي وناجحاً داخل منزله.
—–
حسب بحث لجامعة بينسلفينيا الأمريكية فإن الأطفال الذين شعروا بالتقارب والدفء مع والدهم تخف أو تختفي لديهم علامات الاكتئاب ولديهم احتمال دخول الجامعة ضعف أقرانهم الذين لم يعيشوا مع والدهم، وسيكونون أقل عرضة للانخراط في نشاطات إجرامية أو إدمان الكحول أو المخدرات مما يخفض نسبة دخولهم السجن 80%.
حسب عالم الاجتماع (فرانك فورستنبيرغ) وعالمة الاجتماع (كاثلين هاريس) فإن العامل الأول في تطوير التعاطف عند الأطفال هو مشاركة الأب وذلك بعد دراسة استمرت 26 عام في (جامعة تيمبل) بمدينة فيلاديلفيا الأمريكية.
يقول (بول أماتو) دكتور علم الاجتماع: تأثير الأب مركزي بشكل قد لا يخطر على بال معظم البشر حتى قبل الإنجاب، فعلى سبيل المثال مدمن الكحول عندما يُرزق بأطفال يكونون أكثر عرضة لأمراض القلب الخلقية والإصابة بأمراض السكر والاكتئاب وحتى الإدمان مستقبلاً.
تقول عالمة النفس التنموي (دانييل ديلبريور) من جامعة يوتا الأمريكية: رغم كل الدراسات التي تؤكد أن دور الأب حاسم أكثر من الأم في نجاح الأبناء إلا أنه كذلك حاسم في تدميرهم، فالأب الذي لا يجلس مع صغاره أو يتجاهلهم أو يهينهم فإن ذلك سيحدث أثر سلبي لا ينمحي من ذاكرة الصغار حتى مع مرور الزمن بعكس لو حدث ذلك من الأم تجاه صغارها فتأثيره أقل من هذه الناحية، وتأثير الأب على ابنته بالذات أكبر من خلال الانحراف السلوكي، فعندما لا تجد الطفلة أب بجوارها تكون أكثر عرضة للانحرافات الجنسية والعلاقات غير المحمودة في سن مبكرة مما يعرضها للانحراف المبكر.
وفي دراسات متعددة توصلت إلى أن الصغار الذين عاشوا بشكل صحي مع والدهم يميلون للحصول على درجات أعلى في اختبارات الذكاء عند بلوغهم 3 سنوات ويتحملون الصدمات النفسية أكثر من غيرهم وهذا ما يُسمى بـ “تأثير الأب”
يقول “باول ريبورن” رئيس الرابطة الوطنية لكُتّاب العلوم والحائز على جائزة “العلوم في صحافة المجتمع”: الأطفال الأمريكيين والنرويجيين الذين كان آباؤهم يقاتلون في الحرب العالمية الثانية خلال طفولتهم واجهوا مستقبلاً صعوبة في إقامة علاقات مع الآخرين بعد بلوغهم سن الرشد وأصبحوا أكثر انطوائية من غيرهم وهذا يؤكد مركزية وجود الأب في تعليم أطفاله في سن مبكرة كيفية خوض غمار الحياة والتعامل معها مستقبلاً.
الخلاصة حسب علماء النفس الاجتماعي: لا يجب كأب أن تكون مثالي، تصرف بطبيعتك مع صغارك، العب مع طفلك الرضيع حتى لو كنت تعلم أنه لن يتذكر هذه الأحداث، العب مع صغارك حتى لو لدقائق فهذا له تأثير كبير، ابحث عن نشاطات مشتركة بينك وبين صغيرك لتقترب منه أكثر (العب معه ألعاب الفيديو، اقرأ له قصة، اسبح معه في بركة.. الخ)، إذا أردت أن توجّه سلوك صغارك فحاول عدم قول (افعل ولا تفعل) بل أنت افعل وهم سيقلدون أفعالك دون إجبارهم، كُن قدوة لهم بالأخلاق الصالحة ليصبحوا مثلك
كل الشكر للاستاذ اياد الحمود شخصية مؤثرة على ك وسائل التواصل الاجتماعي
الذي ينشر غرائب الأخبار
والمقاطع والدراسات العالمية التي قد لا ينشرها
الإعلام…