تعديل كفة الميزان .. ماذا سيفعل زعيم الصين لإنقاذ بلده من حرب بوتين؟

منذ صعود الرئيس الصيني شي جين بينج إلى السلطة في عام 2013، اتبعت الصين دبلوماسية التحالف مع الشركاء، لكنها لم تهمل أوروبا، على نحو خاص، حيث ترى أن لها مصالح مع الاتحاد الأوروبي، ومساحات تفاهم أكثر من أمريكا، لكن ذلك تراجع قليلا منذ الحرب، وفق ما ذكرت صحيفة ذا هيل الأمريكية.

لكن الرئيس شي، احتضن نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، خاصة بعد حرب أوكرانيا، لكن مع استمرار هذه الحرب، وتأثر مصالح الصين سلبًا بابتعادها عن أوروبا، فضلا عن أمريكا، ترى الآن أهمية لموزانة الأكثر .

 

اعتبرت الصحيفة، أنه كان توقيتًا خاطئًا، أن يعلن شي عن التحالف الصيني الروسي الجديد خلال أولمبياد بكين في فبراير 2022، قبل 20 يومًا فقط من تدخل روسيا بأوكرانيا.

وذكرت، أنه لم يكن هناك ما يشير إلى أن بوتين أخبر الرئيس شي بشأن الهجوم، على الرغم من أن الرئيس بايدن حذر من خطوة بوتين.

 

خرق التدخل الروسي، مبدأين تعتبرهما الصين مهمان جدًا، وهما وحدة الأراضي وعدم التدخل في شؤون الدول ذات السيادة.

 

ومع ذلك، رفضت الصين دعم قرار الأمم المتحدة الذي أدان تحرك بوتين

 

لكن لم تسر الأمور كما توقعت روسيا أو الصين، حيث اعتقد بوتين أن الجيش الروسي الأكبر بكثير من أوكرانيا، سوف يسحقها بسرعة.

 

ومع استمرار الحرب، ترى الصحيفة، أن الصين، بدأت تشعر بتململ، حيث أن أخذ جانب روسيا فقط، رهان سيء.

 

كان شي يأمل، في تقديم محور بكين وموسكو الجديد كمنافس للولايات المتحدة وحلفائها على القوة والنفوذ العالميين، لكن التعثر العسكري المفاجئ لروسيا في أوكرانيا قلل من قيمتها كحليف قوي.

 

كما كان الأمر الأكثر إثارة للصدمة، هو تمرد يفجيني بريجوزين وقوات المرتزقة من مجموعة فاجنر.

 

ولهذا، يرى الخبراء، أن الصين تريد التفاهم مع الغرب خاصة أوروبا، في ظل شكوى المسؤولون الصينيون، الذين حذروا من تعزيز علاقات الناتو بدول آسيا، حيث حذر كوي تيانكاي، السفير الصيني السابق لدى واشنطن ، في مؤتمر عقد مؤخرًا في سنغافورة من هذا الأمر بقوله : “لا نريد أن نرى توسعًا في دور الناتو في منطقتنا”.

ولهذا، ووفق آراء المحللين، تريد الصين تعديل الدفة، حيث من الواضح أن اتفاق شي مع بوتين أدى إلى نتائج عكسية، لاتريدها الصين، خاصة على اقتصادها الذي يعاني من أسوأ تراجع على مدار عقدين من الزمان.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى