عريس معان.. أوجعت القلوب
كتبت: يسرى أبو عنيز
أوجع القلوب رحيل العريس حمزه الفناطسة..عريس معان ،الذي رحل قبل أن تكتمل فرحته ،وفرحة والدته المكلومة ،والتي زاد وجعها بعد أن فقدت فلذة كبدها برصاصة فرح ،جاءت نتيجتها عكسية فأودت بحياة العريس الذي كان يستعد لحفل زفافه،أما العروس فقد أصبحت بسبب رصاصة فرح العروس الأرملة.
ولم تشفع لعريس معان تلك الحناء التي وضعت على راحة يديه،وسط أغاني وأهازيج كل من أحبه،وفرحتهم بعريسهم المنتظر،وكذلك لم تشفع فرحة الأم التي أرادت أن تفرح بفلذة كبدها ،وتزوجه لترى أحفادها،كل هذه الأمور لم تشفع لحمزه،ولم تحميه من رصاصة الفرح التي قتلت الفرح قبل أن تقتله .
وحمزه الفناطسة.. عريس معان. ورغم أننا لا نعرفه شخصيا..لكنه ذلك الوجع الذي لحق بكل منا ليس بسبب وفاته فحسب،بل لأننا فقدنا الكثير من شبابنا برصاصة فرح مشابهة،لنحول أعراسنا،وأفراحنا إلى بيوت عزاء..
فأي وجع هذا الذي جمع العرس والعزاء في آن واحد..والفرح والترح في نفس الوقت..ونفس المكان.. أي وجع هذا الذي حرم أم ثكلى من أن تفرح بفلذة كبدها بعد أن وضع الحناء على يديه ،وعروسه تنتظر حضوره ليرافقها..
واي وجع لتلك العروس التي أصبحت أرملة في يوم عرسها ،وفي عز فرحتها، تلك التي لم تكتمل ،بعد أن جاء خبر وفاة عريسها كالصاعقة ،بسبب رصاصة أودت بحياة العريس حمزه الفناطسة.
ومثل هذه الحادثه المؤلمة حد الوجع،الكثير من الحالات في مجتمعنا الأردني، عندما يقتل من يطلق الرصاص الحي تعبيرا عن فرحة ،يقتل فرح من حوله بسبب ما تفعله هذه الرصاصة ،وما تتركه من ألم لأصحاب الفرح بعد أن تقتل هذه الرصاصة أحد الأشخاص ،فكيف إذا كانت قد قتلت العريس،وقتلت فرحته.
ورغم كل التحذيرات ،ورغم كل النداءات من قبل الجهات المعنية ،فلا زالت رصاصات الفرح حاضرة وبقوة سواء في الأعراس ،أو في حفلات التخريج ،أو عند النجاح في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة، ولا زالت تقتل الفرح ليس عند عائلة بعينها،وإنما في المجتمع بأكمله.
وحتما فإن عريس معان حمزه الفناطسة لن يكون آخر ضحايا إطلاق العيارات النارية في المناسبات الاجتماعية المختلفة ،إذا ما إستمرت هذه الظاهرة في مجتمعنا ،وسيكون هناك المزيد من الضحايا ،إضافة لزيادة عدد الأمهات المكلومات،والعرائس الأرامل.
رحم الله ضحية رصاصة الفرح حمزه الفناطسة ،ورحم الله كل من تسبب إطلاق العيارات النارية بوفاته ،وعظم الله أجر أمك المكلومة ،وعروسك يا حمزه،وعظم الله أجرك يا وطن في ضحايا العيارات النارية،وفي كل من يخالف القانون بإطلاق الرصاص.