مدارس الملك عبدالله الثاني للتميز وهذه الملاحظات
كتب أ.د. محمد الفرجات
يحزنني كثيرا منظر تلك النخلة الوحيدة أمام مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز، هذه النخلة التي ومنذ سنوات ما زالت كما هي؛ مكسورة نصفين، جافة ناشفة لا حياة فيها، ومع تكرار شكاوى الطلبة (ومنهم إبنتي) من تهالك البنية التحتية، وغرف صفية تشهد حرارة عالية بهذا الصيف الساخن، بلا مراوح ولا مكيفات، فتتشتت أذهان الطلبة والمعلمين على حد سواء، فإنني حقيقة أتساءل عن غياب وزارة التربية والتعليم ومديريتها في العقبة عن هذا الواقع.
جلالة الملك حفظه الله تعالى أراد لهذا المشروع الوطني التنموي الكبير والطموح أن يخرج كفاءات ونوابغ وعباقرة من مدارسنا، وإعدادهم للمرحلة الجامعية وما بعدها، لرفد البلاد بالقيادات الشابة والكفاءات القادرة على الإبتكار والتطوير في شتى القطاعات والميادين، لدعم مسيرة التنمية الوطنية وتعزيزها.
أعود للنخلة الوحيدة الجافة أمام المدرسة ومنذ سنوات والتي شهدتها أجيال تخرجت وأجيال أتت، النخلة التي لم تلهم من تخرجوا من المدرسة ولا من هم فيها، بل تنمي بداخلهم أن الترهل وغياب حس المسؤولية والمتابعة تحصيل حاصل لدى المسؤول وقد يكون عليه (أي الطالب) نهج ذات النهج مستقبلا، وأتساءل عن الطالب الذي يرى هذا الواقع والحال وغياب الاهتمام أمام مدرسته وعلى الطريق الترابي الذي يسلكه يوميا في منطقة إقتصادية خاصة خوفا من عبور دوار السلال الخطير، ويرى أكوام الأنقاض على طريقه كل صباح ضمن هذا المسلك ومنذ سنوات أيضا، وتنقله من خلال تقاطع الشاحنات الخطرة وناقلات صهاريج المحروقات والملاحات بذات المدينة، ومع غرف صفية قد يختنق الطالب والمعلم فيها مع الحر والرطوبة… أتساءل أين التميز بالأمر، وهل هذا حال باقي مدارس التميز في المملكة.
مشروع مدارس التميز في المملكة يجب أن يعاد النظر ببناه التحتية وجاهزيته، ونريد أن تنجح رؤية جلالة الملك، وأن نحقق جيلا قويا يعزز مسيرة التنمية.
إدارة المدرسة للأمانة تبذل أقصى طاقاتها وجهودها لتحسين العملية التعليمية، ولكن العتب فيما ورد يقع على مفوضية العقبة والوزارة.