يحدث كل 600 عام.. علماء يكشون سببا خطيرا لحدوث العاصفة دانيال بليبيا
كشف مجموعة من العلماء العاملين في شبكة “وورلد ويذر اتريبيوشن”، والتي تعمل على تقييم العلاقة بين العوامل الجوية القصوى وتغيّر المناخ، إن السيول التي سقطت على ليبيا مؤخرا وأدت إلى حدوث فيضانات أودت بحياة آلاف المواطنين الليبيا خاصة في مدينة درنة، كانت أكثر بنحو 50% عن نسبة الأمطار المعتادة في هذه الفترة من السنة، معتقدين أن ذلك بسبب الاحتباس الحراري.
ووفقا لعلماء شبكة “وورلد ويذر اتريبيوشن”، فإن تغير المناخ الذي يعاني منه العالم في الوقت الحالي، تسبب في معدل هطول الأمطار خلال تلك الفترة، بأكثر من 50 %، محذرين أنه في الوقت الذي يقوم فيه تغير المناخ بإحداث أشياء متطرفة في الطقس، فإنه سيظل من الخطورة بناء المنازل عند مخرات السيول، أو استخدام مواد دون المستوى المطلوب في البناء.
وقال علماء المشروع في بيان لهم، إن تفاعل هذه العوامل والأمطار الغزيرة التي تفاقمت بسبب تغير المناخ، أحدثت دمارا شديدا في ليبيا.
نماذج محاكاه للمناخ
واستخدم العلماء نماذج محاكاة للمناخ لمقارنة أحداث الطقس اليوم بما كان يمكن أن تكون عليه لو لم تكن درجات الحرارة قد ارتفعت بالفعل 1.2 درجة مئوية فوق متوسط عصر ما قبل الثورة الصناعية، والتي تسببت في إحداث التغيرات المناخية التي نراها الآن في العالم.
وأرجعوا ذلك، أن تغير المناخ يزيد من هطول الأمطار ويجعله غير منتظم، إذ يمكن للجو الأكثر دفئا أن يحمل المزيد من بخار الماء، مما يتسبب في زيادة الرطوبة قبل أن تصبح السحب غير قادرة على حملها فيسقط المطر.
وأوضح العلماء في البيان، أن العاصفة غير المعتادة التي ضربت ليبيا، تسببت في ارتفاع كمية الأمطار بأكثر من 50% عما كان سيحدث لو لم تكن هناك ظاهرة الاحتباس الحراري، مشيرين إلى أن مثل هذه العاصفة يمكن أن تحدث مرة كل 300 أو 600 عام في ظل المناخ الحالي.
وبحسب العلماؤ، أدى تغير المناخ في الوقت ذاته إلى زيادة تصل إلى 40% في كمية الأمطار التي هطلت في أوائل سبتمبر على منطقة البحر المتوسط”، مما تسبب في فيضانات أودت بحياة المئات في اليونان وبلغاريا وتركيا.
وقالت عالمة المناخ في معهد جرانثام لتغير المناخ والبيئة، فريدريكه أوتو، في إشارة إلى موجات الحر وحرائق الغابات في المنطقة خلال فصل الصيف: “البحر المتوسط هو نقطة ساخنة للمخاطر التي يغذيها تغير المناخ”.