حرب غزة والإعلام المأجور
كتب ماجد القرعان
لعنة الله على أصحاب الأقلام ووسائل الإعلام الذين من المفترض أن يكونوا صادقين في نقل الحقائق لخدمة الإنسانية عندما ينحدرون إلى أدنى مستوى كدمى يحركها السياسيون لتحقيق أهداف غير إنسانية.
ومثال ذلك تغطيتهم لحرب الإبادة والتطهير العرقي التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة الفلسطيني، بدعم من قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا على وجه الخصوص، والتي تتم في على حساب مستقبل شعوبهم.
منذ السابع من أكتوبر الجاري والإعلام الغربي يخدع العالم ويزيف الحقيقة على الأرض وما يحدث من دمار ووحشية بحق الأطفال والنساء والشباب والشيوخ في قطاع غزة وممارسة أبشع الممارسات أنواع التطهير العرقي والعنصرية البغيضة ضد الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من قادة العالم “المتحضر”. إنه يبكي من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل.
هل تذكرون يوم اشاعت أن دولة العراق تمتلك أسلحة بيولوجية وكيميائية، الأمر الذي استخدم كمبرر لمهاجمتها وتدميرها. والأمر نفسه حصل للدولة السورية التي دمرت بنفس المبررات الكاذبة.
كذب وإفتراء هذه المؤسسات الإعلامية كشفها فيما بعد قادة مؤسساتها الإستخبارتية ومن ضمنهم كبير مفتشي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) ريتشارد دولفر الذي أكد أن التحقيقات التي قادها بشأن أسلحة الدمار الشامل المزعومة وأنه لم يتم العثور على أي دليل لوجودها .
اليوم وبوجود المنصات الرقمية ( عالم القرية الصغيرة ) تعود الآت الدمار الإعلامية في تلك الدول لتعبث مرة أخرى بمستقبل البشرية بقلبها للحقائق وتغطيتها على الجرائم البشعة التي ترتكبها اسرائيل في قطاع غزة الفلسطيني .
فشلها هذه المرة واضح، نعم فشلت في خداع شعوب تلك الدول، وما تشهده عواصمها ومدنها من تظاهرات ضخمة ضد العدوان على قطاع غزة الفلسطيني إلا تأكيد لما ألت اليه صورتها لديهم .
يعتقد العديد من ساسة وقادة هذه الدول أنهم قادرون بأسلحة الدمار التي يملكونها فرض هيمنتهم وسلطتهم على الشعوب الحرة غير مدركين ردة فعلهم آجلا أم عاجلا للتخلص من مستعمرينهم .
والمثال هنا ما جرى يوم السابع من تشرين الأول من قبل اصحاب أرض مستعمرة منذ سبعين عاما ( قوى المقاومة ) في قطاع غزة الفلسطيني الذين كسروا هيبة المستعمر ( اسرائيل ) .
ما جرى يّذكر بحرب فيتنام التي خسرت فيها الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 60 الف جندي وكانت لهم بمثابة مقبرة وفي نهاية المطاف خرجت ذليلة .
اسرائيل حاليا ومعها ادارات تلك الدول تعيش حالة ارباك شديد والخشية بالنسبة لساكني هذه الدول ان يدفعوا ثمنا باهظا جراء القرارات الخطيرة والخاطئة التي يتخذها قادتهم .
الحرب على غزة أسقطت لمرة جديدة قناع الخداع والكذب للإعلام الغربي وانحيازه ضد القضايا العادلة بالوقوف إلى جانب العدوان، وهذه إحدى النتائج المبكرة للحرب الدائرة الآن. على قطاع غزة الفلسطيني .